قم بزيارة هذه الصفحات

من الممكن أن يكون إبنك عبقريا...................بركات وهاب

ماهو السن الأمثل لبدء تعليم الطفل؟
هناك مدرستان، الأولى تقول أن السن الواجب معه البدء بتعليم الطفل أكاديمياً هو السادسة أو السابعة، لأن البدء قبل ذلك قد يؤدي لتسبب الضرر العقلي والعاطفي للطفل، هذه النظرية متبّعة في معظم دول العالم.
المدرسة الثانية تقول ان الفرصة المناسبة لتعليم الطفل و توجيه اهتماماته وطاقته تبدأ منذ ولادته و تنتهي (أو تقل فرصتها) بسن السادسة أو السابعة. يعني ذلك أنك إن لم تعلم طفلك الاهتمام بشيء ما قبل سن سبع سنوات، فلا تتوقع أن يبدي الطفل أي اهتمام نحو ذلك الشيء لاحقاً، إلا إذا أجبرته على ذلك، و هذا ما قد يسبب الضرر العقلي والعاطفي له، حسب المدرسة الثانية.
باستور وايت Pastor Witte كان أول من تحدث بالنظرية الثانية عام 1800 بعد نقاش خاضه مع مجموعة من الأساتذة في قريته في ألمانيا، كانت فكرته تتعارض مع جميع طرق التربية السائدة في ذلك الوقت، وكونه لم يكن عالماً أو باحثاً فلم يلق له أحد آذان صاغية. طريقته الوحيدة لاثبات وجة نظره كانت التجربة.
1
بعد أن رزق بطفله كارل وايت Karl Witte، قرر باستور أن يبدأ بتطوير نظام تعليمي منزلي مكثف يعتمد على إثارة الفضول و الاهتمام لطفله منذ سنته الأولى، كانت غايته في ذلك أن يثبت لأصدقائه أن التعليم المبكر يمكن أن يزيد من قدرات الطفل و يساعد الطفل على تحقيق نتائج أسرع و أفضل عندما يبدأ تعليمه المدرسي النظامي.
مع الأيام تبين أن باستور قد ذهب بعيداً في البرنامج، ففي سن الخامسة كان كارل يقرأ و يكتب لغته الأم بدون أخطاء، وفي التاسعة كان يتحدث الفرنسية، الإيطالية، اللاتينية، اليونانية. في سن الثالثة عشر حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة Giessen في ألمانيا.
كنتيجة لذلك، دخل كارل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأصغر حاصل على شهادة دكتوراه، مازال هذا الرقم باسمه منذ أكثر من مئة عام.
بعد هذه النتيجة المذهلة طُلب من الأب أن يكتب كتاباً يروي فيه قصة تربتيه و تعليمه لابنه، وبالفعل تم كتابة الكتاب، و بسبب الظروف التي مرت بها ألمانيا لاحقاً فقد ظل الكتاب  حبيساً في ألمانيا إلى أن قامت مؤسسة متخصصة بترجمة المخطوطات القديمة بترجمة النسخة الوحيدة المتبقية منه في جامعة هارفرد إلى اللغة الانكليزية، الكتاب اسمه The Education of Karl Witte.
وهنا يطرح السؤال التقليدي ، هل كان ذلك الانجاز الخارق سببه النظام الصارم الذي قام به الأب، أو سببه جينات خاصة تميز بها الطفل مثله كمثل الكثير من العباقرة الذين بدؤوا إبداعاتهم  في سن مبكرة؟
بغض النظر عن إدعاءات باستور في كتابه و إصراره على أن ولده لم يكن يمللك مواصفات خاصة أو خارقة فقد أراد أربعة علماء أمريكيين أن يختبروا إدعاءات الأب. الطريقة الوحيدة لإثبات صحة الطريقة أو فشلها هو تجريبها على أطفال..
لذلك قرر العلماء الأربعة تجريب الطريقة على أطفالهم ( وهنا يمكن أن يكون استخدام كلمة تجربة غير دقيق، لأن التجربة تحتمل النجاح و تحتمل الفشل، ماقام به العلماء الأهل لم يكن تجربة بقدر ماكان تطبيق ما كانوا يؤمنون بصحته و صحة نتائجه على أطفالهم)، وكانت النتائج كما يلي..
1- العالم الأول هو Leo Wiener الأستاذ في جامعة هارفرد، استطاع ابنه قيد الدراسة دخول الجامعة في سن العاشرة، و تخرج في الرابعة عشرة، و حصل على شهادة الدكتوراه في الثامنة عشرة.
2- العالم الثاني هو Boris Sides عام النفس المشهور في الولايات المتحدة، حصل ابنه على قبول في المدرسة الثانوية في الثامنة، وبعدها أصبح طالباً في جامعة هارفرد، قسم الرياضيات.
3- العالم الثالث AA Berle عالم أديان في جامعة بوسطن، حصلت ابنته على قبول جامعي في سن الخامسة عشرة، و شقيقها حصل على قبول في هارفرد في الثالثة عشر بعد أن اجتاز امتحانات القبول بدون أي خطأ.
4- الشخص الرابع السيدة B Stoner ، مربية منزل، عملت تحت إشراف العلماء الثلاث، عندما أصبحت ابنتها في السادسة كانت تكتب في عمود الشعر الخاص بإحدى الصحف المحلية في ولاية إندايانا الأمريكية، في السابعة نشرت روايتها الخاصة، في الحادية عشرة كانت تتقن الكتابة بعد لغات غير الانكليزية.
هل لازلت تشعر أن القصص السابقة من وحي الخيال؟ أو مصادف ؟ أو جينات عبقرية نادرة ؟ حسناً تابع معي من فضلك..
منذ فترة نشرت مجلة Business Insider  المشهورة قائمة بأذكى أصغر أطفال في التاريخ، وذلك اعتماداً على دمج معدل قياس الذكاء لكل طفل IQ مع العمر.
القائمة تتنوع بين أطفال تحدثوا عشر لغات في سن الثامنة، و بين أطفال ألفوا معزوفات موسيقية كاملة في السابعة، و بين أطفال أصبحوا أطباء جراحين في التاسعة.
ضمن القائمة أسماء معروفة مثل بيكاسو و موزارت، بعضهم تم ترشيحه لجائزة نوبل. معظم الأطفال الذين ذكرتهم في الفقرة السابقة ضمن هذه القائمة. أصغر طفل في القائمة هي فتاة في الثالثة معدل ذكاؤها 140، وهو أعلى بأربعين نقطة من وسطي معدل ذكاء الأمريكيين، و أعلى من معدل ذكاء بيل كلينتون 😀
قضيت عدة أيام أدرس تلك القائمة، بإمكانك أن تثق بي أو أن تجري البحث بنفسك، معظم الأطفال في القائمة لم يولدوا بصفات وراثية أو جينات خارقة، لكل واحد منهم قصة يرويها كيف أن والده أو والدته كانا السبب في الانجاز الخارق الذي حققه في عمر مبكر، معظمهم اشتركوا بنفس الإجابة عندما سئلوا “متى تتذكر أنك بدأت عملية التعليم؟ ، الإجابة كانت “لا أذكر”
سأورد فيما يلي ثلاثة أمثلة لنماذج مختلفة لأطفال خارقين من القائمة المذكورة، بعدها سنسأل السؤال التقليدي الثاني الذي غالباً ما يتم طرحه عند الحديث عن هذا الموضوع .

Kim Ung-Yong كيم أنغيونغ

2
 ولد عام 1962 في كوريا الجنوبية، بعد أربعة أشهر بدأ الكلام، و في عمر السنتين كان يتحدث الكورية، اليابانية، الألمانية و الانكليزية. في عمر ثلاث سنوات بدأ يحضر دروس الفيزياء في جامعة Hanyang.
و في عمر عشر سنوات دعته NASA للقدوم والدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية على نفقتها. في عمر السادسة عشرة قرر أن يترك العمل في NASA والعودة إلى كوريا و نيل شهادة الدكتوراه في الهندسة المدنية، و مايزال يعيش هناك. كيم مسجل في موسوعة غينيس كأذكى شخص في العالم (IQ=210)، و نشر حتى الآن أكثر من تسعين بحث في مجلات علمية مختلفة.

صوفيا يوسف Sofia Yusuf

3
 في عمر الثالثة عشرة حصلت الفتاة الماليزية على قبول في جامعة Oxford لدراسة الرياضيات. بعد عدة أشهر اختفت من الجامعة ثم عثرت عليها إحدى صديقاتها مصادفةُ و هي تعمل كنادلة في إحدى المقاهي المحلية..
حيث ادعت أنها هربت من الجامعة بسبب الضغط الكبير الذي يمارسه والداها عليها من أجل أن تتفوق في دراستها. في عام 2003 تزوجت، و بعد عام انفضلت عن زوجها، في عام 2007 ألقي القبض عليها بتهمة التحرش الجنسي بفتاتين مراهقتين. تعمل اللآن في وظيفة عادية في مؤسسة تعنى بالشؤون الاجتماعية.
أقوى المواقع العربية التي تقدم لك التعليم مجاناً من بيتك

مايكل كيرني Michael Kearny

4
 في عمر عشر سنوات حصل على شهادته الجامعية الأولى من جامعة South Alabama، في عمر السابعة عشر حصل على شهادته الجامعية الثانية.
في عمر الحادية والعشرين كان قد حصل على أربعة شهادات جامعية في اختصاصات مختلفة، بعد ذلك بعام حصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء. مايكل مسجل في موسوعة غينيس كونه أصغر شخص يحصل على شهادة جامعية. في عام 2006 ربح الجائزة الأولى ( مليون دولار) في مسابقة Gold Rush ، وفي عام 2008 حصل على جائزة 250 ألف دولار في مسابقة من سيربح المليون الشهيرة.
 
والآن يطرح السؤال التقليدي الثاني : هل يؤثر النظام التعليمي الصارم الذي يمارسه الأهل على الطفل على تطوره الاجتماعي والعاطفي لاحقاً؟
لا يوجد جواب واضح عن هذا السؤال. بالعودة إلى باستور وايت فهو يدعي في كتابه أنه على الرغم من كون ابنه متوفق علمياً إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يعيش حياة متوازنة و سعيدة لاحقاً. و يدعي أيضاً ان تطور الطفل العقلي لا يسبب له التفوق العلمي وحسب، بل أيضاً يقيه من التعرض للأمراض الجسدية ، فابنه لم يتعرض لأي مرض عضال أثناء طفولته ولا لاحقاً في شبابه.
طبعاً يمكن نقض هذا الإدعاء بسهولة عند قراءة قصة صوفيا يوسف التي ادعت أن سبب هروبها من الجامعة وعملها نادلة كان ضغط والديها من أجل انهاء تعليمها بتفوق و حصولها على منحة لإتمام الدكتوراه. يقول محللون إن نفس السبب هو الملام على هروب صوفيا من حياتها الزوجية لاحقاً، و كذلك في شذوذها الجنسي.
وبالعودة لباستور فهو يدعي أن النظام التعليمي في الطفولة المبكرة يجب أن يحرص على تحقيق التوازن بين متطلبات الطفل العاطفية و بين متطلباته التعليمية، و يقول إن سبب نجاحه مع ابنه كان بفضل نمط الحياة المنزلية التي كانت جميع تفاصيلها هي جزء من  العملية التعلمية للطفل.
و هذا النظام -حسب باستور- أثبت نجاحاً مقارنةً مع النظام التقليدي كالذي يطلب من الطفل الجلوس في غرفة مثلاً ريثما ينهي قراءة كتاب أو انهاء واجب معين.
 تبقى عملية التعامل مع الطفل من الأشياء الدقيقة التي تتطلب حذراً و حزماً، ومن المعروف أن الحزم الشديد يؤدي أحياناً لنتائج معاكسة.

ملخص و رأي شخصي

هل لازلت تشتكي من سوء نظام التعليم في بلدك؟ هل لازلت تلقي باللوم على جامعاتنا أو مدارسنا؟ بالطبع نظام التعليم في معظم بلدان العالم الثالث وبعض الدول المتقدمة يعاني من مشاكل..
ولكن جميع  الأمثلة والتجارب التي سردتها أعلاه كان هدفها إثبات أن مايقوم الأهل بتعليمه لأطفالهم هو الأساس و هو المكمّل لتعليم المدرسة ( في حالة باستور وايت كان يعتقد  أنه لا فائدة أساساً من ذهاب الطفل للمدرسة 😀 ).
ربما لا نريد لأطفالنا أن يكونوا خارقين، ولكن على الأقل دعونا نتفق على ضرورة تزويد أطفالنا بالحد الأدنى من التعليم المنزلي و ألا نعتمد بشكل كلي على المدرسة أو الشارع أو الانترنت.









********

الكذب عند الأطفال






الكذب سلوك مذموم ، وقد حرمه الله تعالى ورسله وأنبيائه عليهم السلام ، فيجب علينا ان نربي أبناءنا على  الصدق الابتعاد عن الكذب.
ويتضايق الآباء والأمهات من كذب أطفالهم لكنهم غالبا ما يصنفون الكذب لدى الطفل في دائرة واحدة، ويتعاملون معه تعاملا واحداً.

أنواع الكذب لدى الأطفال:
الكذب الذي يصدر من الطفل ليس واحدا، وله تصنيفات عدة، ومن أشهرها تصنيفه على أساس الغرض الذي يدفع الطفل لممارسته.

1- الكذب الخيالي:
غالباً ما يكون لدى المبدعين أو أصحاب الخيال الواسع. فالطفل قد يتخيل شيئا ويحوله إلى حقيقة.
ومن أمثلة ذلك: أن طفلا عمره ثلاث سنوات أحضر أهله خروفا للعيد له قرنان، فبعد ذلك صار يبكي ويقول إنه رأى كلباً له قرنان.
وهذا اللون لا يعتبر كذبا حقيقاً، ودور الوالدين هنا التوجيه للتفريق بين الخيال والحقيقة بما يتناسب مع نمو الطفل، ومن الخطأ اتهامه هنا بالكذب أو معاقبته عليه.

2- الكذب الالتباسي:
يختلط الخيال بالحقيقة لدى الطفل فلا يستطيع التفريق بينهما لضعف قدراته العقلية، فقد يسمع قصة خرافية فيحكيها على أنها حقيقة ويعدل في أشخاصها وأحداثها حذفا وإضافة وفق نموه العقلي . 
وقد يرى رؤيا فيرويها على أنها حقيقة، فأحد الأطفال رأى في المنام أن الخادمة تضربه وتكسر لعبته فأصر على الأمر وقع منها.

3- الكذب الادعائي:
يلجأ إليه للشعور بالنقص أو الحرمان، وفيه يبالغ بالأشياء الكثيرة التي يملكها، فيحدث الأطفال أن يملك ألعابا كثيرة وثمينة، أو يحدثهم عن والده وثروته، أو عن مسكنهم ويبالغ في وصفه.
ومن صور الكذب الادعائي التي تحصل لدى الأطفال كثيراً التظاهر بالمرض عند الذهاب إلى المدرسة. 
والذي يدفع الطفل لممارسة الكذب الادعائي أمران: الأول: المفاخرة والمسايرة لزملائه الذين يحدثونه عن آبائهم أو مساكنهم أو لعبهم. 
والثاني: استدرار العطف من الوالدين، ويكثر هذا اللون عند من يشعرون بالتفرقة بينهم وبين إخوانهم أو أخواتهم.
وينبغي للوالدين هنا تفهم الأسباب المؤدية إليه وعلاجها، والتركيز على تلبية الحاجات التي فقدها الطفل فألجأته إلى ممارسة هذا النوع من الكذب، دون التركيز على الكذب نفسه.

4- الكذب الغرضي:
يلجأ إليه الطفل حين يشعر بوقوف الأبوين حائلاً دون تحقيق أهدافه، فقد يطلب نقوداً لغرض غير الغرض الذي يريد.
ومن أمثلة ذلك أن يرغب الطفل بشراء لعبة من اللعب ويرى أن والده لن يوافق على ذلك، فيدعي أن المدرسة طلبت منهم مبلغا من المال فيأخذه من والديه لشراء هذه اللعبة.

5- الكذب الانتقامي:
غالباً ينشأ عند التفريق وعدم العدل بين الأولاد، سواء في المنزل أو في المدرسة، فقد يعمد الطفل إلى تخريب أو إتلاف ثم يتهم أخاه أو زميله، والغالب أن الاتهام هنا يوجه لأولئك الذين يحضون بتقدير واهتمام زائد أكثر من غيرهم.

6- الكذب الوقائي:
يلجأ إليه الطفل نتيجة الخوف من عقاب يخشى أن يقع عليه، سواء أكان العقاب من الوالدين أو من المعلم، وهذا النوع يحدث في مدارس البنين أكثر منه في مدارس البنات. 
وهو يحصل غالبا في البيئات التي تتسم بالقسوة في التربية وتكثر من العقوبة.

7- كذب التقليد:
قد يرى الابن أو البنت أحد الوالدين يمارس الكذب على الآخرين فيقلدهم في ذلك، ويصل الأمر في مثل هذه الأحوال إلى أن يمارس الطفل الكذب لغير حاجة بل تقليداً للوالدين. 

8- الكذب المرضي أو المزمن:
وهو الكذب الذي يتأصل لدى الطفل، ويصبح عادة مزمنة عنده، ويتسم هؤلاء بالمهارة غالبا في ممارسة الكذب حتى يصعب أنه اكتشاف صدقهم من كذبهم.

أي هذه الأنواع أكثر رواجا؟
دلت أغلب الدراسات التي أجريت على كذب الأطفال أن أكثر هذه الأسباب شيوعا الكذب الوقائي ويمثل 70%. و10% كذب التباسي و20% يعود إلى الغش والخداع والكراهية.

العلاج :
الكذب سلوك مكتسب فهو لا ينشأ مع الإنسان إنما يتعلمه ويكتسبه، ومن هنا كان لابد للوالدين من الاعتناء بتربية أولادهم على الصدق، والجد في علاج حالت الكذب التي تنشأ لدى أطفالهم حتى لا تكبر معهم فتصبح جزءاً من سلوكهم يصعب عليهم التخلي عنه أو تركه.

ومن الوسائل المهمة في علاج الكذب لدى الأطفال:


أولاً: 
تفهم الأسباب المؤدية للكذب لدى الطفل، وتصنيف الكذب الذي يمارسه، فالتعامل مع الكذب الخيالي والالتباسي يختلف عن التعامل مع الكذب الانتقامي والغرضي أو المرضي المزمن.

ثانياً: 
مراعاة سن الطفل، ويتأكد هذا في الكذب التخيلي والالتباسي ، فالطفل في السن المبكرة لا يفرق بين الحقيقة والخيال كما سبق.

ثالثاً: 
تلبية حاجات الطفل سواء أكانت جسدية أم نفسية أم اجتماعية، فكثير من مواقف الكذب تنشأ نتيجة فقده لهذه الحاجات وعدم تلبيتها له.

رابعاً: 
المرونة والتسامح مع الأطفال، وبناء العلاقة الودية معهم، فإنها تهيء لهم الاطمئنان النفسي، بينما تولد لديهم الأساليب القاسية الاضطراب والخوف، فيسعون للتخلص من العقوبة أو للانتقام أو استدرار العطف الذي يفتقدونه.

خامساً: 
البعد عن عقوبة الطفل حين يصدق، والحرص على العفو عن عقوبته أو تخفيفها حتى يعتاد الصدق، وحين يعاقب إذا قال الحقيقة فهذا سيدعوه إلى ممارسة الكذب مستقبلا للتخلص من العقوبة.

سادساً: 
البعد عن استحسان الكذب لدى الطفل أو الضحك من ذلك، فقد يبدو في أحد مواقف الطفل التي يكذب فيها ما يثير إعجاب الوالدين أو ضحكهما، فيعزز هذا الاستحسان لدى الطفل الاتجاه نحو الكذب ليحظى بإعجاب الآخرين.

سابعا: 
تنفير الطفل من الكذب وتعريفه بشؤمه ومساويه، ومن ذلك ما جاء في كتاب الله من لعن الكذابين، وما ثبت في السنة أنه من صفات المنافقين، وأنه يدعو إلى الفجور...إلخ.

ثامنا: 
تنبيه الكفل حينما يكذب، والحزم معه حين يقتضي الموقف الحزم –مع مراعاة دافع الكذب ونوعه- وقد يصل الأمر إلى العقوبة؛ فإنه إذا استحكم الكذب لديه صعب تخليصه منه مستقبلا، وصار ملازما له. 

تاسعاً: 
القدوة الصالحة؛ بأن يتجنب الوالدان الكذب أمام الطفل أو أمره بذلك، كما يحصل من بعض الوالدين حين يأمره بالاعتذار بأعذار غير صادقة لمن يطرق الباب أو يتصل بالهاتف. 
ومما يتأكد في ذلك تجنب الكذب على الطفل نفسه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ فعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه أنه قال: دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وما أردت أن تعطيه؟" قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة" رواه أحمد وأبو داوود.

عاشرا: 
الالتزام بالوفاء لما يوعد به الطفل، فالطفل لا يفرق بين الخبر والإنشاء، وقد لا يقدر عذر الوالدين في عدم وفائهما بما وعداه به ويعد ذلك كذبا منهما.
عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه قال:"إياكم والروايا روايا الكذب فإن الكذب لا يصلح بالجد والهزل. ولا يعد أحدكم صبيه ثم لا ينجز له".











***