قم بزيارة هذه الصفحات

رفع المستوى الدراسي لطفلك




ويقول الدكتور "عمر المفدى" ـ رئيس قسم علم النفس بجامعة الملك سعود ـ: إنَّ تشخيص التـلـمـيذ بأنـَّه غـبي يقـوده إلى الاعتقاد بأنَّه كـذلـك ، وهــذا يـثـبـط عـزيمــتـه ولا يشـجـعـه لتحـسين وضـعـه الـدراسـي .

ويرى فريق من خبراء التربية أن بعض الأطـفال ينتهجون بعض العادات السيئة تجاه واجباتهم المنزلية، بسبب انشغالهم بمشاهدة برامج التلفزيون أو ألعاب الفيديو، وبعضهم قد ينصرف عن واجباته المدرسية لانغماسه في الرياضة ، وآخــرون يـجـدون صعوبة في عمل الواجبات المدرسية ويفضلون اللعب عليها. وعندما ينشغلالوالدان بهذا السلوك أكثر من اللازم ويضغطون على الطفل لتحسين أدائه ؛ فقد يؤدي هــذا إلى حدوث صراع القوة والسيطرة حول الواجبات المنزلية ، فالطفل يرى الضغط الـواقـع من والديه عليه على أنه تهديد لاستقلاليته وحريته ؛ فكـلـما زاد الضغط زادت مقـاومته ورفضه ، ويصبح تدني مستواه الدراسي الوسيلة المفضلة لديه ليؤكد بها استقلاليته عن والــديه وعدم إذعانه لضغوطهما ، وخير دليل على ذلك هو حصول الطفل على نتائج أسوأ في المواد التي يحصل فيها على أكبر قدر من المساعدة ، وإذا استمر الوالدان في التدخل في واجبــات الطفل المدرسية لسنوات عديدة ؛ يصبح الطفل عاجزاً عن أداء هـذه الـواجبات .

كيف تساعد طفلك على الإحساس بالمسؤولية تجاه واجباته المدرسيـة؟

ينصحك خبراء التربية باتباع الخطوات التالية :



تأتي المدرسة وهاجس الآبــاء والأمهـات تحسين الـوضع الدراسي لأطفالهم ، ويبحث العديد منهم عن الـوسائل التي تسـاعـد أطفـالهم على ارتفاع تحصيلهم الدراسي ، وقد يلجأ البعض منهم إلى الدروس الإضافية (الخصوصية) في الحالات التالية:

· عندما يكون مستوى أداء الطفل بالمدرسة أقلّ من قدراته.

· عندما يكون مستوى ذكاء الطفل متوسطاً وأفضل من مستوى تحصيله الدراسي وليس لديه إعاقات تعلميه.

· عندما لا يتمكن الطفل من أداء واجباته المدرسية أو المنزلية.

· عندما يحصل الطفل على درجات ضعيفة في شهادة تقويمه .

يقول بعض خبراء التربية إنَّ إكراه التلاميذ غير الراغبين في الدراسة علـى تلقى دروس إضافية أو توجيهية يمكن أن يكون ضاراً. وقد خلصت إحدى الدراسات بجامعة"دورها" البريطانية إلى أنَّ إجبار التلاميذ على حضور الدروس الإضافية أو التوجيهية أو الاستشارية قد لا يساعدهم على تحقيق تقدم، بل قد يقود إلى عكس ما هومتوخى من هذه الدروس، ويجعلهم يتراجعون في الدراسة أكثر من السابق.








· كن محايدا حيال واجب الطفل المنزلي:ـ
وضّح للطفل أن إكـمـال الـواجبات المـنزلية وتسليمها للـمدرس مسألة بينه وبين مدرّسه ، وتذكّر أن الـهـدف من الواجبات المنزليـة هو تعـلـيم الطفل الاعتماد على النفس أثناء العمل ، لا تسأل الطفل عمّا إذا كـان لديه واجبـات أم لا ؛ ولا تساعده إلا إذا طلب هو منك ذلك ، يجب أن تترك للمدرسة أن تطبق العقاب الـمألوف الذي يترتب على ضعف مستوى الأداء ، ولا داعي أن تتشاحن مع الطفل أو تضغط عليه بشأنها، فالطفل لابد أن يتعلم المسئولية تجاه الواجبات المدرسية من خـلال التجـارب الشخصيـة ، وقد يسعك أن تعتذر للطفل قائلا له: "بعد أن فكرت في الأمر ملـيــاً وجدت أنك كبير بدرجة تجعلك أهلاً لتدبر شؤونك بنفسك ، وواجباتك المدرسية هي شأن من شؤونك ؛ لذا فلن نتدخل فيها ، فنحن واثقون بأنك سوف تفعل الأفضل لنفسك".

ولكن قـد يزداد إهمال الطفل لواجباته المدرسية بعد ذلك لفترة مؤقتة ؛ ليرى مدى جدّيتك فيـما تقول ، وبالفعل قد تكون هذه الفترة من الفترات القلقة بالنسبة لك ؛ نظراً لأنك لا تفعـل شيئا سـوى انتظار أن يعقـل الطفلُ الأمـرَ ويعمل بنفسه على تحسين مستواه ، ولـكن يجـب أن يتعلم الطفل من أخطائه ، فإذا استطعت أن تتجنب إنقـاذ الطفل من الـوقـوع في الخـطـأ ، فسـوف يتحسن مستـواه بشـكـل مفـاجئ في فـتـرة تـراوح بـين شهـرين إلى تسـعـة أشهر.

إن أفضل المراحل للرفع المدروس للضغوط الأبوية على الطفل لإكمـال واجباته يكون في المراحل الأولى من المدرسة التي يكون فيها حصول الطفل على الدرجـات ليس بنفس قــدر أهمية تكوين رأيــه الشخصي واقتناعه بالتـعلم.

· توقّف عن تذكير الطفل بواجباته المدرسية:ـ
حيث إن تذكير الطفل باستمـرار يؤدي إلى نفوره ورفضه لهـا ؛ وكـذلك انتقاده والكلام معه وتهديده قد يؤدي إلى نفس النتيجة . فإكراه الطفل على التعلّم والإنتاج في حكم المستحيل ، حيث إن التعلم هو عملية يجب أن يحققها الطفل بنفسه ، كما أنه أمر يخـص الطفل نفسه ، ويجب ألا يتدخل الـوالـدان فيه إلا في حــدود المطلوب برغم توقهما إلى نجاح الطفل.

التنسيق مع معلم الطفل أو معلمته في المدرسة:ـ
ويتم ذلك من خلال ترتيب لقـاء بين المعلم ووالدي الطفل ، يتم فيه مناقشة الآراء ووجهات النظر حيال مسؤولية الطفل نحو واجباته المدرسية والمنزلية، اتفق مع معلمته بأنك تريد أن يـكـون الطفل نفسه ملـتزماً بواجباته المنزلية ، ويتحمل مسئوليتها أمام المعلمة أو المعلم ؛ موضحا أنك تفضل عدم التدخل للتأكد منها أو تصحيحها ؛ لأن ذلك لـم يساعد الطفل في السابق ، وأفهم المعلم أو المعلمة أن هدفك هو مساعدة المدرسة ، وأنك تستطيع القيام بذلك بشكل أفضل لو تم إرسال تقرير مختصر عن مستوى الطفل في المدرسة كل أسبوع ، وإذا كان المعلم يرى أن الطفل بحاجة إلى مسـاعدة أكـثر فاطلب  منـه أن يقترح برنــامج دروس خصوصية محــددة ، وفي المرحلة المتوسطة قد يكــون تلـقي الطفل دروساً خصوصية مع زميل لـه ـ في الغـالـب ـ محـفـزاً قـوياً له على التحسن.




الحد من مشاهدة التلفزيون:ـ
على الـرغم من أنه يمنع مشاهدة التلفزيون وألعـاب الفيديو خلال أيام الأسبوع الدراسية لن تستطع إرغـام الطفل على المذاكرة ، إلا أن ذلك يزيد من الوقت المحتمل للمذاكرة، أوضح  للطفل أنه سوف يستعيد تلك الامتيازات ثانية إذا ثبت من خلال التقرير الأسبوعي الذي تتلقاه من المعلم أنه قد قام بعمل جميع واجباته المنزلية وسلمها إلى معلّمه ، وأن درجاته ومستواه يتحسنان بوجه عام ، أوضح لـه أنـك تفعلـ ذلك لتساعـده عـلـى تنـظيم وقـتـه بصـورة أفضل.



وضع حوافز تشجيعية للطفل على تحسين مستواه الدراسي:ـ
يستجيب معظم الأطفال للتوجيه بصورة أفضل عنـد وجـود حوافز مشجعة ، كما يمكن أن تسمع رأي الطفل فيما يمكن أن يساعده على تحسين مستواه ، ومن هذه الحوافز المشجعة: اصطحاب الطـفل إلى أحـد المـطاعم المفضلة أو إلى أحـد المنتزهات أو أحد النوادي ، وأحياناً قد يستجيب الطفل عند تشجيعك له بإعطائه مكـافـأةمـاديـة عندما يستذكر دروسه جيداً، ومن الممكن أن تزيد مصروفه الأسبوعي، أو تقدم له قصة أو كتاباً يحبه، حسب التقارير التي ترسلها المدرسة والتي تشير إلى تقدم مستواه ، بحيث تختلف قيمة المكـافـأة التي يتلقاها باختلاف درجاته، ويجب أن تتركه وشأنه في اختيار الأشياء التي يشتريها (كالألعاب مثلاً).

تقليص بقيـة الامتيـازات الأخـرى للطفل عند تدني مستـواه الـدراسي:ـ
إذا استمر مستوى الطفل الدراسي في التدني بعد قيامك بمنعه من مشاهدة التلفزيون خلال أيام الأسبوع الدراسية - لأنه يعوقه عن استذكار دروسه - ؛ فيـجـب أن تمنعه من مشاهدة التلفزيون وممارسة ألعاب الفيديو منعاً باتاً (أي حتى أيام العطلة الأسبوعية والعطلات الأخرى) ، أما بقية الامتيازات التي لا يسـتطيع أن يستغني عنها الطفل (مثل الهاتف أو الدراجة واللعب خارج المنزل وزيارة أصدقائه) فـلا تمنعها عنه إلا بصفة مؤقتة فقط ، إلى أن تتحسن درجاته ، أما الطفل الأصغر سنـاً الـذي تــأخر فـي مستـواه الدراسي بشكـل كبير ، فيـجـب حـجبه عـن أصـدقـائـه لـمـدة أسـبوع أو أسـبوعين حـتى يتحـسن مستواه.



تجنب أن تعاقب الطفل بشدة ؛ لأن ذلك سوف يجعل الطفل غاضباً منك ، ويفعل العكس تنفيساً عن غضبه ، وفي بعض الأحيان قد يكون منعك للطفل عـن بعض الأشياء المهمة (مثل إلغاء عضويته من أحد الفرق الرياضية) أو أخذ بعض الأشياء التي يـحبها (كحيوانه الأليف المفضل) ـ عقاباً على درجاته الضعيفة وانخفاض مستواه ـ إجـحـافاً بحقه ، وقد يأتي بنتائج عكسية ؛ حيث إن اشتراكه في أحد هذه الفرق الـرياضية قد يـكـون من العـوامـل المحـفزة والمـشجعة لـه .