قم بزيارة هذه الصفحات

كلام ( العيب ) عند الأطفال




هل يقوم أطفالكم باستخدام كلمات بذيئة؟
كيف قاموا بالتقاطها .....ومن أين؟
وكيف تتعاملون مع المشكلة عندما تسمعون أطفالكم يقومون باستخدام مثل هذه الكلمات؟

يتأثر نمو الأطفال وعاداتهم بالمجتمع المحيط، كما يتأثر بالأسرة، ولن تتمكن من السيطرة على الكلمات النابية التي سيسمعها الطفل والتي سيتعلمها من الآخرين، حتى وإن لم تكن تستخدم مثل هذه الكلمات في المنزل، فمن الممكن أن يقوم باكتشافها في أماكن أخرى، ولا سيّما في فترة دخوله إلى المدرسة وانخراطه بمجموعة أخرى من الأطفال، وفي حال تعلّم طفلكم عادات سيئة أثناء الحديث وقام بالتفوه بكلمات بذيئة وغير لبقة؛ عليّكم التفاعل مع هذه الحالة بهدوءٍ وترو لتتمكنوا من حل المشكلة بنجاح.

من أين يلتقط الطفل الكلمات البذيئة؟

قد يكتسب الطفل الكلمات النابية من أي مكان ومن أي شخص بمجرد سماعها، وسنذكر فيما يلي من هم الأشخاص المؤثرون كذلك الأماكن التي يتواجد فيها الطفل والتي من الممكن أن تكون أساس اكتسابه لمثل هذه الكلمات

أولاً....... الأبوان

إن سمعتم طفلكم يقوم بالتفوه بإحدى الكلمات النابية، عليكم أن تطرحوا علن أنفسكم سؤالاً مهماً 
"هل أقوم باستخدام هذه الكلمات أمام طفلي؟" 
وتختلف الكلمات من عائلة لأخرى ولسنا بصدد القيام بذكرها في قائمة مطولة، لكن علينا أن نقوم بتذكيركم أنه عليكم القيام بدايةً بالعمل على أنفسك لأنّكم أنتم المثل الأعلى لأطفالكم، كما يميل الطفل لتقليدكم ، لذا عليكم أن تمنعوا أنفسكم من استخدامها أمامهم؛ وفي حال فيامكم في يوم بذكر أيّ منها لا بد أن تنبهوا الطفل أنه لا يجب أن يستخدم هذه العبارات إذ أنها عبارات تخص الكبار بالسن فقط ولا يصح للأطفال أن يقوموا باستخدامها.

ثانياً. التلفاز والإنترنت

يمكنكم التحكم بمجموعة الأفلام والقنوات التي يشاهدها أطفالكم على شاشة التلفاز من خلال قيامكم بمشاركتهم في متابعتها، إلا أنكم لن تتمكنوا من التحكم بالإعلانات التجارية التي ستعرض في الفواصل كما أنكم لن تستطيعوا التحكم بما تقوم بعرضه القنوات الأخرى والتي من الممكن أن يشاهدها ويسمعها الطفل عند قيامه بالتغيير بين القنوات، كذلك الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي دخلت في وقتنا هذا قائمة التسلية لدى الطفل إضافة إلى الموقع الشهير (YouTube) والذي من الممكن أن يتلقى طفلكم من خلال ما يعرضه من أغاني وفيديوهات؛ كلمات غير مناسبة، لذا فعليكم مراقبة تفاعل طفلكم مع وسائل التكنولوجيا الحديثة بعناية.

ثالثاً. أقسام التحضيري  والمدارس

لن تتمكنوا من التواجد مع طفلكم في كافة الأماكن، وخصوصاً في المدرسة والتي تعتبر منزل الطفل الثاني، ولن تتمكنوا من السيطرة على ما يقوله الآخرون مما يشكل المسبب الأساسي لالتقاط الطفل للعادات السيئة والكلمات النابية، وفي هذه الحالة لن تتمكنوا إلا من تعليم الطفل بأن هذه الكلمات غير مقبولة في المنزل كما أن ليس كل ما نسمعه في المدرسة سيكون صحيحاً، وفي حال كان الوضع متفاقماً يمكنكم أن تقوموا بزيارة المدرسة والتحدث للمعلمين عن المشكلة 

رابعاً. عدم معرفة الطفل معاني الكلمات النابية

سيسمع الطفل الكثير من الكلمات ومن أشخاص كالأم الأب الجدة والبائع في متجر البقالة وأي رجل أو امرأة يجلسون في غرفة الانتظار لدى الطبيب أو حتى في الشارع، وفي حال قمتم بالشرح للطفل ما هي الكلمات التي يمكنه استخدامها وما هي الكلمات التي لا يمكنه استخدامها ستقومون بتشكيل قاعدة أساسية لديه تمكنه من التمييز بينها ليبتعد عن استخدامها.

كيفية التعامل مع الطفل الذي يقوم باستخدام الكلمات السيئة

كيف يمكن للوالدين أن يتفاعلا وبشكل بنّاء مع مشكلة أطفالهم في استخدام الألفاظ والكلمات النابية؟
 يمكنكم أن تطلبوا من طفلكم التوقف عن لفظها بدون تعليمه السبب في ذلك، فتحظرون على الطفل هذا السلوك دون أن توضحوا له سلبياته،
 لذا يجب على الآباء والأمهات القيام بتعليم الأطفال كيفية التواصل مع الآخرين بطريقة مهذبة ولطيفة، كما نورد مجموعة من القواعد والنصائح المهمة في تسوية المشكلة وحلها:
تجنبوا ذكر أي من الكلمات النابية والألفاظ البذيئة أمام الطفل: في محيط العائلة والمنزل من أب وأم وأخوة أكبر سناً مع تأكيدكم للأخوة الأكبر ضبط كلامهم لأن الطفل الأصغر سوف يقلدهم، أياً كان الظرف والمكان الذي سيدفع أحد أفراد العائلة إلى التفوه بمثل تلك الكلمات؛ عليكم أن تتفادوها على الأقل أمام الطفل لأنه سيكون من الصعب إقناعه بأن الكلمات التي تستخدم من قبل أفراد العائلة غير مقبولة أو يمنع أن يستخدمها أيضاً، لذا احرصوا على مراقبة المحيط المنزلي أولاً لدرء المشكلة الأكبر عن الطفل، لأن تربية الطفل في المنزل ستكون المناعة الأقوى لتلافي العادات السيئة المكتسبة في الحي أو المدرسة.

تجنبوا ردود الفعل العنيفة: القيام بقطب الحاجبين لكبح الغضب الناتج عن ردة فعلكم لسماع طفلكم وهو يقوم بنطق مثل هذه الكلمات، بالتالي ينتبه للخطأ الذي ارتكبه دون جرح مشاعره من خلال توبيخه، لأنكم إن قمتم بمواجهة المشكلة بالغضب والتوبيخ سيتوقف عن استخدامها بسبب الخوف فقط، مما يؤثر على تكوين شخصية الطفل وثقافته، ومن الممكن أن يقع في الخطأ مرة أخرى إذ أنها ليست الطريقة المناسبة للتعامل مع المشكلة، حيث سيقوم باستخدام تلك الكلمات القاسية بصمت في ذهنه مما سيؤدي إلى تفاقم المشكلة بشكل أكبر بدلاً من حلها، لذا عليكم تفادي استخدام القسوة والتوبيخ مع الطفل لدرء تفاقم المشكلة، وهناك الكثير من الأطفال الذين يقومون بتكرار استخدام مثل هذه الكلمات عمداً ويصرون على الامتناع عن استخدامها وفي هذه الحالة لن تستفيدوا من قطب حواجبكم! لأن ذلك سيدفعه إلى تكرارها.. كل ما عليكم فعله هو القيام بتجاهله والتعبير عن غضبكم بالصمت ورفض التكلم مع الطفل، لأن محبة الأطفال للاهتمام بهم ستكون أداتك هنا للتعبير عن حزنكم؛ تعمدوا عدم النظر إليهم حتى يعتذر في مثل هذه المواقف عن الخطأ الذي ارتكبه، كما ننوه إلى ضرورة كبح الضحك الناتج كردة فعل مختلفة على سلوك طفلكم لتفادي تعزيز الخطأ لديه ففي حال قمتم بإطلاق ضحكاتكم بصوت عالِ أمامه سيفسر الطفل ضحكاتكم على أنها مشجع لسلوكه هذا. 

حاولوا اقناعه واشرحوا له 
بعد قيامكم بتجاهل الطفل لفترة من الزمن عليكم أن تقوموا بالجلوس معه للتحدث بالموضوع وبهدوء بعيداً عن الغضب والمشاعر الهائجة، كما يجب أن توضحوا له بطريقة ناجحة أنه لا يجب على الأطفال أن يقوموا باستخدام هذه الكلمات، كما أنها لا تتناسب مع محيط عائلتكم، وستنجح بجدارة وخصوصاً في حال لم يكن طفلكم قد سمع هذه الكلمات منك أو من أي فرد من أفراد العائلة سابقاً، وإنما التقطها في طريق العودة من المدرسة أو أثناء اللعب مع ابن الجيران مثلاً.

العقاب ليس هو الحل المناسب دائما: الابتعاد عن أساليب العقاب المعتادة فمن الممكن أن يتحول الطفل إلى متمرد صغير إثر معاقبته المتكرره، ليقوم بتكرار فعلته مرة أخرى بعد العقاب، مما لا يجدي نفعاً لينتهي الأمر بطفل ذو سلوك متمرد عنيد، ننصحك بقراءة هذا المقال عن تأديب الطفل وتربيته.

تجنبوا انفعالاته: غالباً ما يستخدم الطفل للكلمات النابية نتيجة لحظات عاطفية؛ كالغضب أو الإحباط أو الحزن ويمكنك أن تقوموا بتعليم طفلكم على بعض التقنيات اللبقة التي سيتمكن من خلالها من التنفيس عن غضبه كالعد إلى ال 10 أو القيام بالتحدث بالمشكلة التي دفعته للغضب مع أحد أفراد عائلته موضحاً له أن تلك الكلمات لن تنفع معه وأنها ستزيد الأمر سوءاً.

اغرسوا لدى الطفل صفة احترام الآخرين: تعليم الطفل احترام الناس واحترام مشاعرهم أيضاً، وتنبيهه إلى أن الكلمات النابية أو السيئة قد تلحق الأذى بمشاعر كل من حوله، إضافة إلى أنه قد يخسر الكثير من الأصدقاء جراء ذلك، فكثيراً ما يُنظر إلى الطفل الذي يقوم بالتفوه بتلك الكلمات بأنه طفل عدائي مما يؤدي إلى النفور منه، وفي النهاية لن يكسب احترامه لمن حوله إلا مزيداً من الاحترام من خلال تعليمه ما هي الكلمات التي يجب عليه أن يبتعد عن استخدامها في حال فعل ذلك مع توضيح السبب لكل منها.

كافئوا الطفل عند استجابته: مكافأة الطفل عند استجابته لنصائحكم من خلال تقديم الحلويات أو الهدايا الصغيرة تعزيزاً لتصرفاته الصحيحة مع عدم الإفراط بذلك كي لا يعتاد الطفل على هذا الأسلوب، إذ لا ضير في أن تقوم بذلك بين الحين والآخر.

ختاماً.. علينا أن نضع في عين الاعتبار أن الأطفال لا تزال لديهم الكثير من صعوبات الفهم والفصل بين الصواب والخطأ والأمر سيعود لكم، بتوخي الحذر ومراقبة تصرفاتكم أولاً ومساعدتهم على تعلم وتطوير مهاراتهم الاجتماعية ليصبحوا أفراداً محترمين قادرين على التعبير عن مشاعرهم بالشكل الصحيح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق