قم بزيارة هذه الصفحات

الإمتحانات على الأبواب.......... كيف تستعد لها




كيف يمكنك استظهار ما تلقيته خلال أشهر طويلة من الدراسة والتحصيل في يوم الامتحان النهائي ؟ كيف يمكنك حفظ دروسك ومراجعتها دون أن تخشى نسيانها أو نسيان أجزاء منها ؟ كيف يمكنك استغلال أوقات فراغك في مراجعة منظمة و فعالة و غير مرهقة ؟
الحقيقة أنه ليست هناك وصفة سحرية تجعل منك بين عشية وضحاها طالبا ناجحا. بل إن الرغبة في العمل و الجد والاجتهاد والمثابرة و التفاؤل بالمستقبل هي مفاتيح النجاح. ولكن هذا الجد و المثابرة لن تكون ذات فائدة ومردودية إذا لم تكن مبنية على التنظيم والتخطيط والتعامل بذكاء مع مختلف أنواع الدروس والمعلومات و المواد.كيف تستعد إذن للامتحان بشكل منظم وفعال ؟ هذا ما سيحاول البحث التالي توضيحه لك.
الاستعداد المنهجي

المرحلة الأولى : عند تلقي الدرس شروط التلقي الجيد:

اﻹنتباه
: انتبه أثناء تلقي الدرس كي تتمكن من استيعابه ويسهل عليك حفظه.
هذه بعض السلوكيات التي تساعدك على اﻹنتباه :

[*] تحضير الدرس في المنزل ( قراءته وتحضير أسئلة عنه مثلا)
[*] المشاركة أثناء الدرس؛
[*] استشعار أهمية الدرس بالنسبة لمستقبلك الدراسي والمهني؛

التلقي المنظم للمعلومات: حين تتلقى المعلومات من أستاذك أو من أي مصدر آخر،عليك أن تنظمها في ذهنك وذلك بتصنيفها إلى أسباب ونتائج،أو مقدمات و خواتم، أو عناصر أساسيــــة و أخرى ثانوية…, حاول أيضا أن تتساءل عن موضوع الدرس و المغزى منه وسياقه العــام و مدى ارتباطه بالدروس السابقة واللاحقة…

التدوين الجميل والمنظم للمعلومات
: اهتم كثيرا بكتابة دروسك بشكل منظم وجميل، و ذلك باستعمال الألوان والتسطير والتأطير وترك بعض المجالات الفارغة بين الفقرات و إبــــــــــراز الكلمات والمقولات المهمة…، لأن ذلك سيساعدك كثيرا في اﻹقبال على الدرس وتوفر الرغبة لديك في حفظه و مراجعته. و إذا لم تتمكن من ذلك في القسم لضيق الوقت مثلا, فافعل ذلك في المنزل, و أعد كتابة الدرس بشكل جميل و منظم.

المرحلة الثانية : عند حفظ الدرس شروط الحفظ الجيد: 
فهم الدرس والتفكير فيه 
:
تجربة علمية: 
في عام 1970، قام الباحثان T.Hyde و J.Jenkins بتسجيل مجموعة من الكلمات على شريط ) مائدة ، إنسان ، طائر، ملح, لص, كهف…). ثم طلبا من مجموعتين من الأشخاص الاستماع إلى تلك الكلمات مع القيام بتمرين معين. مثلا: تقوم المجموعة الأولى بالاهتمام بطريقة كتابة تلك الكلمات و تبحث عن وجود حرف ما فيها؛ في حين تقوم المجموعة الثانية بالتفكير في معاني تلك الكلمات وتحكم عليها ودلك بتصنيفها إلى حسن و قبيح. وكانت النتائج مثيرة. ففي المجموعة الأولى لم يتم حفظ سوى بعض الكلمات القليلة و بصعوبة. أما في المجموعة الثانية، فتم حفظ تلك الكلمات بسهولة، بل و تمكن المشاركون من استظهارها مصنفة إلى كلمات حسنة و أخرى قبيحة, حسب آراءهم الشخصية فيها. و قد استنتج الباحثان أن العامل الأساسي في حفظ المجموعة 2 لتلك الكلمات بسهولة هو التفكير فيها ومحاولة الحكم عليها والتعبير عن آراءهم حولها
إذن, فالتفكير في الدرس بل والحكم على مضمونه وشكله، سيساعد ذاكرتك على الاحتفاظ به. والتفكير في الدرس يتطلب عملية ذهنية مهمة جدا, وهي التركيز.






التركيز :
عندما تريد أن تسجل حديثا أو أغنية على شريط , فإن أول شيء تفعله هو التأكد من فعالية آلة التسجيل والشريط, وغياب التشويش وكل ما يمكن أن يؤثر على جودة التسجيل. كذلك الأمر بالنسبة للذاكرة : لكي " تسجل" عليها درسا ما, عليك أن تحاول إبعاد كل الأفكار التي ليس لها علاقة بذلك الدرس عن ذهنك؛ أي
أن عليك التركيز على ما تحفظه فقط. و هذه بعض الإرشادات لمساعدتك على التركيز أثناء الحفظ و المراجعة :

[*]اختر غرفة, أو أي مكان آخر ترتاح فيه, لا تكون فيه أشياء تثير الإنتباه وتشغلك عن المراجعة؛
[*]احرص على أن تتوفر الإضاءة و التهوية الجيدتين في مكان المراجعة؛
[*]لا تبدأ الحفظ إلا بعد أن تشبع حاجتك من الغذاء والنوم والراحة, لأن الجوع والتعب والقلق لا تسمح بالتركيز؛

إذا تناولت كمية كبيرة من الطعام فإن الدم يكون وقتها متجمعًا حول الأمعاء للانتهاء من عملية امتصاص الطعام، ولا يصل إلى المخ الكمية الكافية من الدم لكي يعمل بالكفاءة المطلوبة، ولهذا يشعر من تناول كمية كبيرة من الطعام - خاصة الدسم - بالكسل والوَخَم لأن مُخَّه غير مستعد للعمل؛ ولهذا لا يجب البدء في المذاكرة قبل مرور ساعة بعد تناول الطعام، وينصح أيام المذاكرة والامتحانات عدم تناول كميات كبيرة من الطعام، كما يفضل أن يبتعد عن الأكل المليء بالدهون حتى لا يستغرق وقتًا طويلاً في الهضم.

[*]يجب ألا تقل فترة التركيز أثناء الحفظ أو المراجعة عن 20 دقيقة, وألا تتجاوز40 دقيقة؛ تعقبها فترة استراحة لمدة 10 الى 15 دقيقة؛
[*]احرص على راحة عينيك لكي تتجنب الشعور بالإجهاد أثناء المراجعة و ذلك باتباع النصائح التالية:
[*] عليك مراعاة الوضع السليم أثناء القراءة حتى لا تشعر عيناك بأي إجهاد وذلك بأن تجعل جذعك معتدلاً أثناء جلوسك مع تجنب الانحناء على المكتب، ومن العادات الخاطئة التي نلاحظها أثناء القراءة : الاستلقاء على الظهر أو الاضطجاع على الجنب أو الرقود علي البطن. كل هذه الأوضاع غير مريحة للعين بالإضافة إلى مضاعفات أخرى مثل انحناء الظهر والشعور بآلام الرقبة أو أسفل الظهر بسبب ضغط الفقرات على الأعصاب وأيضا الشعور بصداع الرأس؛
[*] المسافة بين العينين والكتاب أثناء القراءة يجب أن تكون بين 30- 35 سم؛ يقول دكتور مختص: "ويهمنا في هذا المجال أن ننبه لخطورة بعض العادات السيئة أثناء القراءة مثل تقريب الكتاب من العينين مما يتسبب في إجهاد العينين وقد يكون ذلك في بعض الأحيان بسبب وجود أخطاء انكسار العين« عيوب النظر» وخاصة حالات قصر النظر ولاستخدام نظارة الاستجماتيزم المصاحب لقصر النظر ولذا يجب استشارة الطبيب لعلاج مثل هذه الحالات إما باستخدام نظارة طبية أو عدسات لاصقة."
[*] الإضاءة المناسبة للقراءة إما أن تكون بواسطة ضوء النهار الطبيعي أو باستخدام ضوء صناعي ويفضل مصباح الفلورسنت، ويراعى أن تكون الإضاءة من الخلف وعلى يمين القارئ إذا كانت الكتابة باللغة العربية أو أن تكون الإضاءة من الخلف وعلى يسار القارئ إذا كانت الكتابة باللغة الإنجليزية وفائدة ذلك تجنب انعكاس الأشعة الساقطة على الكتاب أن ترتد إلى العين مما يؤدي إلى حدوث زغللة بالعين واحتقان شديد بالملتحمة بعد فترة من القراءة.
ومن الأخطاء الشائعة بين الطلاب- بالنسبة للاستخدام الصحيح للإضاءة الكافية المناسبة أثناء القراءة- الاعتماد فقط على ضوء "أباجور" المكتب بينما الحجرة مظلمة، لأن هذا من شأنه إرهاق العين بسبب الأشعة المنعكسة عليها.
وننصح في هذا الشأن باستخدام ضوء "الأباجور" مع إضاءة الغرفة بضوء مناسب حتى لا تنعكس الأشعة على العين وبذلك يمكن تجنب إجهاد العين ؛

[*]تتميز فترة المراهقة بكثرة أحلام اليقظة. حاول أن تتجنبها أثناء الحفظ والمراجعـــــة، و ذلك باستشعار أهمية ما تراجعه بالنسبة لمستقبلك؛





الحفظ باستعمال عدة حواس :

لكي تحتفظ بدرس ما في ذاكرتك، أنت بحاجة- بعد فهمــه واستيعابه- إلى استحضاره في ذهنك و تمثله بطريقتك الخاصة. ولكي تستحضر دروسك بسهولة, هذه بعض " التقنيات " حسب الحاسة التي تعتمد عليها ذاكرتك أكثر:
ذاكرة سمعية فإنك عموما تجد نفسك تحفظ عن ظهر قلب ما تردده بصوت عال عدة مرات. فلا تتردد إذن في استخدام التسميع الذاتي حتى عند مراجعة الخرائط أو الجداول أو الخطاطات: احك ما تراه فيها, صفها بصوت عال إما لمخاطب خيالي أو حقيقي, مع اعتماد تسلسل منطقي يجنبك نسيان ما أنت بصدد مراجعته: راجع الجدول مثلا من الأعلى إلى الأسفل، والخريطة من الشمال إلى الجنوب و من الشرق إلى الغرب…
ذاكرتك بصرية أكثر فإنك بحاجة إلى تفحص ما تراجعه بعينك كي يلتصق بذاكرتك. حاول إذن "تصوير" photographier دروسك بعينيك بعد أن تقوم بكتابتها بشكل جميل و منظم. وهذا الأمر لا يستدعي أن تكون فنانا, يكفي فقط أن تستعمل الألوان بشكل متناسق: خصص لونا للعناوين الكبرى و آخر للأفكار الرئيسية و آخر للتعاريف…الخ.
ذاكرة حركية بحيث يفضل مراجعة دروسه عن طريق إعادة صياغتها و كتابتها بطريقته الخاصة. أي أنه يحافظ على مضامين الدرس و لكنه يضع تصورا آخر لشكله و للتسلسل الذي تلقاه به داخل الفصل. وهو بالتالي يقوم بتثبيت المعلومات في ذاكرته عن طريق التفكير فيها واستيعابها جيدا, ثم إعادة كتابتها(في ورقة أخرى) و تنظيمها بشكل آخر يعكس فهمه للدرس ولا يخل بمضمونه. إنها طريقة فعالة لترسيخ المعلومات في الذاكرة. وهي تحيلنا على تقنية " جذاذة المراجعة " .
أما الأفضل فهو أن تستخدم قدراتك السمعية والبصرية والحسية الحركية كلها وألا تعتمد على طريقة حفظ واحدة؛ حتى إذا وجدت صعوبة في استحضار ما حفظت عن طريقــــة السمع مثلا, استعنت بذاكرتك البصرية أو الحركية. بالإضافة إلى أن استعمـال الطــرق الثلاث يجعلك مطمئنا إلى ذاكرتك واثقا من تحكمك في معلوماتك.

الربط والتنظيم :
تشتغل الذاكرة بطريقة التداعي Association : فأغنية تسمعها في المذياع تذكرك بلحظة ما في حياتك , ورائحة تشمها في مكان ما تعيد إلى ذاكرتك مشهدا رأيته من قبل…؛ وذلك لأن العناصر المخزنة في الذاكرة مرتبطة في ما بينها بواسطة مجموعة من العلاقات.

إذن, وأثناء حفظك لدرس ما, حاول ربطه بما تعرفه من قبل كي تتمكن من الاحتفاظ به لأطول مدة ممكنة؛ اسأل نفسك دائما " هل سبق لي أن قرأت أو سمعت أو رأيت شيئا يمكن أن يكون له علاقة ما بموضوع الدرس؟ "؛ ضع مقارنات من قبيل : " هذه الفكرة تشبه…, هذا نتيجة ل…, هذا عكس ما قرأت من قبل…"الخ .

ولهذه الطريقة فائدة عظيمة, وهي أنها تساعدك على تنظيم و تصنيف المعلومات في ذاكرتك. و بما أن الذاكرة تحب النظام, فإنه كلما كانت المعلومات منظمة بشكل جيد في رأسك فإنك لن تجد صعوبة في تذكرها.
إذا قابلتك بعض الموضوعات أو الأفكار الجافة الصعبة فلا تخف منها ولا تحاول إهمالها، اقرأها مرة بعد مرة دون خوف أو قلق وابعد عنك شبح التفكير في أسئلة الامتحان أو صعوبة الامتحان، فمتى بدأت المذاكرة سَهُل الصعب وقَوِيَت عزيمة الاستذكار عندك، ولا تنس أن تراعي توزيع وقت المذاكرة على المواد بحيث لا تندفع وتتحمس لمذاكرة مواد معينة تميل إليها وتهمل مواد أخرى. وهذه بعض الإجراءات لمساعدتك أثناء مراجعة المواد الصعبة: 

[*]اقرأ العنوان والمقدمة :حدد إذا كانت لديك معلومات مسبقة عن الموضوع و حاول استذكارها؛
[*]تعرف على كيفية تنظيم المعلومات وإذا احتجت لزيادة معلوماتك عن الموضوع، استعن بمصادر أخرى(قواميس، معاجم، أنترنت...).
[*] ابحث عن الأفكار الرئيسية والخطوط العريضة للموضوع، و راجع الخرائط والجداول التوضيحية المرتبطة به.
[*] ابحث عن معاني الكلمات الضرورية لفهم الموضوع، ولكن لا تنحرف عن الموضوع الأساسي.
[*]راقب استيعابك عند نهاية كل فقرة؛ توقف واسأل نفسك ماذا تعلمت لحد الآن؟ اربط ذلك بما تعرفه.
[*] عاود القراءة إذا كنت لا تستوعب فكرة معينة، صغ الأفكار الصعبة بكلماتك.
[*] اقرأ حتى النهاية لا تتوقف عن القراءة إذا واجهت صعوبة في الفهم. الأفكار قد تتضح أكثر إذا واصلت القراءة. عندما تنتهي من القراءة، راجع لترى ماذا استوعبت وأعد قراءة ما لم تستوعب .
[*] اكتب وأنت تقرأ لزيادة التركيز، ضع خطاً تحت الجمل المهمة أثناء القراءة، واكتب ملاحظاتك وتلخيصاتك وفق الطريقة التالية:
[*] اقرأ قسماً واحداً فقط وعلم ما تريد بعناية.
[*] أرسم دائرة أو مربعا حول الكلمات المهمة أو الصعبة.
[*] على الهامش رٌقم الأفكار المهمة والرئيسية.
[*] ضع خطاً تحت كل المعلومات و التعريفات و المصطلحات و الأمثلة التي تعتقد بأهميتها أو ميزها بالقلم الفسفوري.
[*] في المساحة البيضاء من الكتاب أُكتب خلاصات ومقاطع وأسئلة تهم الموضوع

تكرار المراجعة : لقد أظهرت بعض التجارب أنا نفقد ٪50 مما نتعلم بعد نصف ساعة , و ٪ 80 منه بعد 24 ساعة. لكن لا تيأس ! فهناك وسيلة لتطويع الذاكرة, و هي طريقة المراجعة الدائمة و المنظمة. كيف ذلك؟ هذا ما ستعرفه في المرحلة الثالثة أي مرحلة المراجعة.






المرحلة الثالثة: عند مراجعة الدرسشروط المراجعة الجيدة:

أولا : ضرورة المراجعة
بعد فهم الدرس و حفظه, هناك احتمالان:
الأول: إذا أنت أهملته لمدة من الزمن, فإنه سيكون عرضة للنسيان:
"بعد تجارب عدة على الذاكرة, توصل الباحث الألماني(H.Ebbinghaus 1885) إلى أن كمية المعلومات المخزنة في الذاكرة تنخفض بشكل سريع بعد 24 ساعة من حفظها, ولا يبقى منها بعد ذلك إلا نسبة قليلة جدا."

ما العمل إذن لكي تتجنب النسيان وتضمن رسوخ المعلومات في ذهنك ؟
إنه الاحتمال الثاني: إذا أنت راجعت الدرس المحفوظ بشكل دائم و منتظم فإنك ستضمن عدم نسيانه, وسيرسخ في ذاكرتك لمدة طويلة.
ثانيا : تنظيـم المراجعة:
قد لا يمر يوم دون أن تسمع من أساتذتك أو أقاربك: " لا تدع الدروس تتراكم عليك وابدأ الإعداد للامتحان مبكرا!" و لكنك تسأل نفسك: " أين أجد الوقت الكافي للمراجعة و أنا أدرس أكثر من 30 ساعة في الأسبوع, و شلالات الدروس تتلاحق وغالبا ما تتخللها فروض المنزل أو القسم؟ "
و مع ذلك هناك حلول !
.إن الذاكرة البشرية, كما قلنا, يلزمها تكرار المراجعة و التأني فيها كي تتمكن من استيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات التي تزخر بها المقررات. و مهما يكن نوع الامتحان الذي تستعد له, فإن أفضل وسيلة لعدم السقوط في فخ التأجيل و التسويف هو وضع برنامج للمراجعات.
حاول إذن تخصيص بعض الوقت لوضع هذا البرنامج, متتبعا المراحل التالية:

مراحل إعداد برنامج المراجعات:

نظم وقتك

ابدأ بملاحظة طريقتك المعتادة في استعمال الوقت مدة أسبوع كامل: أوقات استيقاظك, ذهابك إلى المدرسة, مدة الحصص الدراسية, التنقل, الأعمال المنزلية, الأكل, الترفيه, النوم… كل شيء! وسجل ذلك في جدول.
يمكن استعمال هذا الجدول على النحو التالي:
حدد الساعات المخصصة للدراسة في المدرسة بلون أحمر مثلا؛
حدد- و لو بشكل تقريبي - الساعات المخصصة للأكل و التنقل بلون أخضر؛
حدد الساعات المخصصة لأداء واجباتك الدينية والمنزلية والأنشطة غير المدرسية ( الترفيه, الرياضة, اللعب, الراحة…) بلون آخر؛
لديك الآن فكرة واضحة عن أوقات شغلك و أوقات فراغك. فما عليك إذن سوى ملء الفراغات , وتحديد ساعات و مواد المراجعة.

ابحث عن وتيرتك الخاصة 

لكل منا عاداته الخاصة للمراجعة: هناك من يحبذ المراجعة الصباحية وهناك من يفضل المسائية. برمج مراجعاتك حسب ما تفضله أنت؛ رغم أنه, و بصفة عامة, المراجعة الصباحية أفضل, لأن قدرات الإنسان تكون في أوجها صباحا و تنقص في فترة الغذاء و بعده, لتنشط من جديد بدأ من الساعة 7 أو 8 مساءا و حتى العاشرة. في كل الحالات اجتنب السهر ما أمكن. فالنوم العميق و الكافي ضروري لاشتغال الذاكرة بفعالية كما سيتبين لك.

عدل برنامج المراجعات باستمرار

من الصعب جدا احترام برنامج المراجعات بنسبة%100 طيلة السنة. لذلك حاول تعديله مرة كل أسبوع أو كل أسبوعين حسب المستجدات, لأن ذلك سيمكنك من التأكد من مدى احترامك للبرنامج, ومن جعله أخف و أكثر قابلية للتطبيق. لأن البرنامج الجيد يتسم بالمرونة حتى يمكنه استيعاب المفاجآت: إذا دعيت إلى حفل أو مناسبة عائلية مثلا في وقت برمجته أنت للمراجعة, فلا بأس أن تقبل الدعوة و تعيد برمجة المراجعة في وقت لاحق.

كافىء نفسك بنفسك

كي لا يصيبك الملل أو الإرهاق و أنت تطبق برنامج المراجعات, كافىء نفسك بعد كل مراجعة: " عندما أنتهي من مراجعة درس الرياضيات سأمنح نفسي عصيرا لذيذا!" أو" عندما أنتهي من تحليل هذا النص سأستلقي لأشاهد شريطا ممتعا!"... حتى إذا أنهيت برنامجــــــــــك الأسبوعي بنجاح, كافىء نفسك بخرجة إلى الطبيعة أو فسحة رياضية أو ما شابه ذلك كي تستقبل الأسبوع اللاحق بنشاط و حيوية
و لا تنس أنه كلما دربت ذاكرتك على الحفظ كلما ازدادت قدرتها على الاحتفاظ بالمعلومات بسرعة ولمدة طويلة ...

ثالثا: 
المراجعة الجماعية:
للمراجعة الجماعية فوائد كثيرة منها: التحفيز المتبادل على المراجعة و تبادل المساعدة على فهم الدروس…؛ غير أن نجاحها مشروط بمدى جدية أفراد المجموعة التي تراجع ضمنها وبطريقتك في التعامل معهم. هذه بعض الإرشادات من أجل مراجعة جماعية مفيدة:

[*]الجدية والاحترام المتبادل.
[*]اختيار مجموعة صغيرة(أقل من عشرة أفراد.
[*]تقبل الاختلاف: لا تنزعج أو تغضب إذا أبدى صديق داخل المجموعة معارضته لفكرتك, أو إذا تكلم أحد أفراد المجموعة ببطء و تعثر…؛ تعلم أن تصغي للآخرين.
[*]تنويع المواد المراجعة: من غير المفيد تخصيص يوم كامل لمراجعة الرياضيات مثلا, فبعد ساعتين من الهندسة والجبر ستصابون بالصداع و الضجر! من الأفضل إذن تنويع المواد.
[*]تعيين منشط للمجموعة يتجلى دوره في تحيز المجموعة و تنبيهها إلى العودة إلى المراجعة إذا مالت الأمور نحو الهزل. كما يبين في النهاية ما تمت مراجعته خلال الحصة وما ينبغي التهييء له في الحصة اللاحقة.
[*]القراءة الجهرية: يمكنك أن تطلب من أحد أفراد المجموعة قراءة موضوعك الأدبي أو الفلسفي بصوت مرتفع, و له أن يتوقف كلما قرأ شيئا لم يفهمه. وهذا مفيد لك لأن مواضيعك عند الامتحان ستتم قرائتها من طرف شخص آخر هو الأستاذ المصحح.
[*]من الأفضل المزاوجة بين المراجعة الفردية والجماعية مع تخصيص وقت أكبر للأولى.

رابعا: جذاذة المراجعة
ليس من السهل دائما المراجعة اعتمادا على ما تكتبه من ملخصات داخل القسم. خاصة و أنه إذا تراكمت عليك بعض الدروس فستصبح تلك الملخصات غامضة بالنسبة إليك. بالإضافة إلى احتمال نسيانك بعض الكلمات أو المقاطع الهامة أثناء كتابتك ما يمليه الأستاذ.
الحل: تعود على إنجاز جذاذات مراجعة في نفس اليوم, أو على الأقل في نفس الأسبوع الذي تلقيت فيه تلك الدروس.
ماهي جذاذة المراجعة؟

إنها ورقة تسجل فيها أهم عناصر الدرس و حتى بعض التفاصيل التي تبدو لك مهمة. إنك لن تلخص الدرس ولن تجعله أصغر حجما, بل ستفكر فيه و تستوعبه و تحاول صياغته بطريقتك الخاصة, و تضيف إليه ما تظنه أساسيا لفهمه أو تجعله على شكل خطاطة أو جدول أو تشجير. المهم أن تحتوي الجذاذة على عناصر الدرس الرئيسية التي من شأنها أن تحرك ذاكرتك لتستحضر التفاصيل المتعلقة بكل عنصر أو فكرة رئيسية. (يستحسن أن تحتفظ بجذاذات المراجعة في دفتر خاص).

كيف تنجز جذاذة المراجعة؟

[*]خذ ملخص الدرس الذي تريد مراجعته واقرأه كله بتركيز.
[*]في مسودة سجل أهم ما في الدرس و أضف إليه شروحات الأستاذ أو التفاصيل المهمة التي تجدها في الكتاب المدرسي أو أفكار أخرى قرأتها في كتاب و تبدو لك مهمة و مثرية للدرس.ليس من الضروري الاحتفاظ بشكل الدرس ,لأن الجذاذة ليست تكرارا لملخص الدس كما هو. يمكنك مثلا صياغة الدرس على شكل جدول أو خطاطة أو تشجير(على شكل جذع و أغصان).
[*]انقل ما دونته في المسودة إلى الجذاذة مع ضرورة الاهتمام بطريقة الكتابة و استعمال الألوان كي لا تجد أية صعوبة في استعمال الجذاذة للمراجعة من جديد, و لكي تكون الجذاذة جميلة تغري بقراءتها.

للمزيد من المعلومات ، اقرأ هذا المقال: "تدريب الذاكرة"الاستعداد البدني و النفسي
التغذية المتوازنة, الغنية بالكالسيوم والفسفور
:
للكالسيوم و الفسفور دور مهم في عمل الدماغ. وقد أظهرت تجارب علمية استمرت لمدة عشر سنوات وأجريت على حوالي 600 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 18 و22 سنة, أنه, وعند اقتراب موعد الامتحــانات, ترتفع نسبة الجير والحامض الفسفوري إلى مستويات خطـيرة فــي الإفرازات البولية لأغلب أولئك التلاميذ. ومعلوم أن فقدان نسبة هامة من الكالسيوم مثلا, يؤدي إلى التشنجات العضلية و توتر الأعصاب و أحيانا الأرق.
ما هي الأغذية الغنية بالكالسيوم والفسفور؟
- الحليب و مشتقاته(لبن, زبدة, جبن…) وهي مواد ضرورية جدا للأعمال الفكرية؛
- البيض, القمح, اللوز, السمك…؛
-المغنزيوم والنحاس عنصران ضروريان لكل مجهود فكري. و يوجد المغنزيوم في الخبز الكامل pain complet والتين المجفف(الشريحة) والشيكولاطة و الكاكاو, والخضر والفواكه… أما عنصر النحاس فيوجد في الكبد, أصفر البيض, السبانخ, العدس, الحمص , وكل الأغذية الغنية بفيتامينB. (للمزيد من المعلومات حول تغذية الذاكرة اقرأ هذا المقال:comment nourrir son cerveau pendant les examens)
احرص إذن على تناول كميات مهمة من الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم والفسفور والمغنزيوم والنحاس و خاصة في فترة الإعداد للامتحانات.
ماذا عن الأدوية التي يُرَوَّج لها قبل موسم الامتحانات على أنها لتقوية الذاكرة ؟

الجواب: معظم المواد الفعالة بهذه الأدوية يفرزها الجسم بتركيزات مناسبة، وعندما يتناول الطالب هذه الأدوية يجعل الجسم يعمل بصورة أكبر، لكن خلايا الذاكرة لها قدرة على العمل وإذا أجبرناها على العمل بمعدل أكبر، فسوف يحدث ذلك في البداية لفترة قصيرة، لكن ما تلبث أن تحدث النتيجة العكسية تمامًا مثلما تَجْبُر إنسانًا على العمل وهو متعب، صحيح أنه سيعمل لكنه في النهاية سيقع من شدة التعب، فهذه الأدوية مخصصة في الأصل للحالات المرضية وليست للجميع.

الرياضة و التنفس العميق 
:
إن عوامل من قبيل التلوث البيئي و العمل في أماكن مغلقة و نقص التهوية في عدد من وسائل النقل العمومية والتدخين…الخ, تؤدي إلى نقص نسبة الأكسجين في الجسم. لكن ما علاقة دلك بالذاكرة ؟
إن نقصان نسبة الأكسجين في الجسم يؤدي إلى الشعور بالإرهاق خاصة عند القيام بأعمال فكرية.
لأن الدماغ لم يحصل على القدر اللازم من الأكسجين كي يشتغل بفعالية. أضف إلـى ذلك أنه, وفي ظرف24 ساعة, يمر2160 لتر من الدم عبر الدماغ البشري, أي ما يعـــــادل تقريبا400 مرة كمية الدم الموجودة في الجسم كله, وزد على ذلك كون الخلايا الدماغيــــــــــة و الأعصاب تتأثر سلبا, أكثر من باقي الخلايا الأخرى, بنقصان الأكسجين.

ماذا تستنتج من كل هذا؟ 

الجواب: قلة الأكسجين في الدم تضر بالذاكرة.
ما هو الحل إذن؟ هذه بعض الاقتراحات العملية:

[*] ممارسة الرياضة بانتظام ودون مبالغة فيها؛
[*] الخروج إلى الهواء الطلق يوميا وبانتظام قبل الحصص الدراسية وبعدها وخلالها ( فترة الاستراحة), و يفضل الاقتراب من الأشجار؛
[*] تعلم التنفس العميق كي يساهم الهواء النقي المستنشق في طرد السموم المتراكمة في الجسم. لأن الهواء- في حالة التنفس العادي – يدخل الرئة بسرعة ثم يخرج منها بسرعة دون أن يتمكن من إحداث تأثيره الإيجابي في الجسم, ومن تم في الذاكرة؛
[*] احرص على ممارسة بعض تمارين التنفس العميق مباشرة بعد أي درس أو مراجعة تستعمل خلالها ذاكرتك بشكل مكثف(انتباه, حفظ, مراجعة), و دلك لأنه أثناء فترة التركيز الذهني تنخفض وتيرة التنفس و يتزايد بالمقابل تراكم السموم في الجسم. والجدير بالذكر أنه مهما كان مصدر هذه السموم: عياء جسدي أو ذهني, عسر هضم, قلق…؛ فإنها تمنع اشتغال الذاكرة بفعالية و بالتالي يجب طردها بواسطة تمارين التنفس العميق. ولكي تستفيد من تلك التمارين, حاول اجتناب الحركات التالية أثناء عملية التنفس: رفع الكتفين, سحب البطن إلى الداخل, انقباض العضلات؛ لأنها لا توصل سوى قليل من الهواء إلى الجزء الأعلى من الرئتين فقط.

تجنب التدخين و المخدرات:
● لقد ثبت أن الكحول واحد من أسباب أمراض الذاكرة.
● يؤدي التدخين – سواء بالنسبة للمدخن أو لمستنشق الدخان – إلى مرض ثقوب الذاكرة , خاصة نسيان الكلمات.
"كان الباحث L. Binet يضع كمية قليلة من النيكوتين في حوض للأسماك لمدة من الزمن, ثم لاحظ بعد فترة أن تلك الأسماك لم تعد تتجه بسرعة نحو الطعام : لقد أفقدتها مادة النيكوتين ذاكرتها, أي استجابتها للمثيرات!"
الراحة و النوم الكافي
:
ثبت من خلال التجربة العلمية أن المعلومات المخزنة في الذاكرة يتم تثبيتها و ترسيخها خلال فترة النوم العميق(وليس الطويل):
"عندما ننام, نمر من 5 مراحل أو مستويات من النوم, يمكن ملاحظتها بواسطة جهاز خاص؛ من المستوى 1 إلى المستوى 4 , يتعمق النوم أكثر فأكثر و تصبح الموجات الدماغيـة بطيئة. على العكس من ذلك, و في المســـتوى 5, أو مستوى النوم العميق, يصير النشاط الدماغي أكثر قوة؛ و يبدو مخطط الموجات الدماغية على جهاز Electro-encéphalogramme كأن الشخص في حالة استيقاظ. و يحدث النوم العميق كل ساعة ونصف, 4 الى5 مرات في الليلة, ويستمرحوالي20 دقيقة؛ وفيها يتم تثبيت المعلومات التي تلقتها ذاكرتك خلال اليوم."

[*]كما بينت عدة تجارب في ميدان علم النفس العصبي أن للذاكرة البشرية علاقة وثيقة بالأحاسيس والانفعالات. وأثبتت أن الإرهاق Stress خاصة يؤثر سلبا على ملكات التعلم والحفظ.
مادا تستفيد إذن مما تقدم؟

[*]تجنب السهر, وتجنب كذلك كثرة النوم؛
[*]حاول أن تعمل في جو من الهدوء و السكينة و التأني, و تجنب مراكـمة الدروس و تأجيل المراجعة.و إلا فماذا ستنتظر من ذاكرة تشحنها,خلال أيام معدودة, بمئات المعلومات المتراكمة خلال سنة أو نصف سنة ؟

التفاؤل:
التفاؤل أمر ضروري للاستمرار في العمل و المثابرة على الجد. وبالإضافة إلى الاجتهاد و تنظيم المراجعة, فإن الدعاء مع الإخلاص وعمل الطاعات, وسيلة روحية هامة تدفعك للتفاؤل و الإقبال على الدراسة. لأنك حين تدعو الله تعالى أن يوفقك و ييسر لك سبل النجاح, فإنك ستشعر بدافعية كبيرة لمواصلة الاجتهاد, و اليقين بأن الله سيستجيب دعوتك إذا أنت توكلت عليه مع أخذك بأسباب النجاح المذكورة آنفا. 

MASS-MEDIA/TELEVISION




Sujet 1: La télé a envahi notre vie quotidienne. Quels conseils pourrait-on donner à quelqu’un qui est fasciné par le petit écran ?



De nos jours, on observe que la télévision a envahi massivement notre vie quotidienne. Grâce à la réduction de l’horaire hebdomadaire de travail, on a plus de temps libre afin de se consacrer aux loisirs. Il est vrai que la télévision se présente comme le loisir favori des gens. Mais qu’est-ce qu’on pourrait faire pour s’écarter de la fée de télévision ?
On peut observer qu’il y a deux types de téléspectateurs. D’une part, le téléspectateur qui maîtrise le petit écran. D’autre part, celui qui reste émerveillé par l’influence de la télé. Cette personne consacre un temps sans mesure en regardant la télé et se couche très tard le soir. On accepte de regarder un programme télévisé même si celui lui déplaît ou l’ennuie.
Pourtant, si on a envie de maîtriser l’usage du petit écran, il est possible d’y résister. Il faut qu’on sache bien sélectionner les émissions télévisées. De cette manière, on regarde des émissions utiles et intéressantes. On ne peut pas oublier que si l’on se cultive et qu’on élargit son horizon intellectuel, on arrive à opérer des choix diversifiés qui valorisent notre personnalité. De même, il y a la possibilité de s’exercer en participant à des activités sportives que rester passif en vivant dans une réalité virtuelle. D’ailleurs, les activités distractives peuvent améliorer notre état de santé physique et mentale.
En somme, une fois que la télévision a fait son apparition, le public demeure fasciné sans pouvoir résister à l’influence dominante de l’audiovisuel. Cependant, il est urgent qu’on se consacre aux émissions télévisées avec mesure pour ne pas vivre dans un état d’hibernation et d’inertie totale.

Sujet 2: La télé envahit le monde des enfants. A votre avis, faut-il les priver de télé ?
Aujourd’hui, la télévision est le moyen d’information le plus populaire surtout chez les jeunes. Les enfants sont fascinés par le pouvoir de l’image. Mais dans quelle mesure reste-on influencé par cette diffusion des images ?
En premier lieu, l’origine de ce problème est l’exposition à des représentations qui ne sont pas convenables à leur âge. En effet, les enfants sont bombardés d’images violentes. Pour cette raison, l’enfant arrive à modifier les comportements familiaux et devient agressif. L’angoisse et la confusion dominent.
En deuxième lieu, les publicitaires visent à influencer les enfants, qui sont la plus fragile audience. Dans ce cas, l’enfant est incité à changer sa mentalité et à réviser ses valeurs. Ainsi, il a une image erronée du monde et de la réalité.
En troisième lieu, le petit écran provoque des problèmes de sommeil. A cause de la télé, ils se couchent très tard car ils y consacrent un temps illimité. La séduction est si forte que les enfants acceptent de regarder un programme télévisé même si celui-ci leur déplaît.
En quatrième lieu, il ne faut pas oublier l’impact à l’usage du langage des enfants. En effet, les fautes de langue, les erreurs syntaxiques, les mots impropres et les anglicismes s’empreignent dans notre cerveau.
C’est pourquoi, on doit prendre des mesures en ce qui concerne l’usage de la télé par les enfants. Il est évident qu’il faut éviter le gaspillage et mieux sélectionner les émissions télévisées qui s’adressent aux enfants. En conclusion, ils peuvent renoncer aux émissions inutiles et profiter d’une période de temps pour la consacrer à la lecture et aux jeux.

10 conseils pour aborder les examens avec sérénité


Vos examens approchent à grands pas ? Vous devez conserver 

votre tranquillité et votre confiance. Pas facile si vous vous répétez que votre futur dépend de votre réussite à cet examen. Voici 10 conseils pour que vous puissiez aborder les épreuves avec sérénité.

10 conseils pour aborder les examens avec sérénité

Organisez vos révisions




Il est nécessaire de vous organiser pour étudier de manière efficace. Faites un bilan des connaissances déjà acquises et définissez vos priorités. Prévoyez un planning hebdomadaire, alternant vos matières préférées et celles qui vous posent plus de difficultés. Tentez de respecter au maximum les objectifs que vous vous êtes fixés afin de ne pas prendre de retard. Vous devez étudier en détail les cours mais également les appliquer en faisant de nombreux exercices.


Faites des fiches

A mesure que vous révisez, vous devez faire des fiches de cours. Cette méthode permet de résumer le programme de chaque matière et de mémoriser plus facilement les notions essentielles de chaque leçon.

Pour faire correctement une fiche, vous devez résumer à votre manière le cours et l'organiser avec des titres et des sous-titres selon le plan donné par l'enseignant. N'hésitez pas à mettre de la couleur dans vos fiches afin de repérer plus facilement les données essentielles. 

Demandez conseil aux professeurs 


Si certains cours vous semblent trop complexes, si vous avez des difficultés à intégrer des notions, vous pouvez demander conseil à vos professeurs. Ils prendront le temps de vous expliquer les points qui vous posent des problèmes. N'hésitez surtout pas à parler avec vos professeurs et à combler vos lacunes. Cette aide précieuse vous permettra d'être plus serein à l'approche des examens.

Entrainez-vous aux épreuves orales 

Les examens oraux sont généralement ceux qui provoquent le plus d'angoisse et de stress. Pour appréhender plus tranquillement le face à face avec l'examinateur, vous devez vous entrainer autant que possible. Seul, face à un compagnon de classe ou à un membre de votre famille, simulez une épreuve orale, tentez de lire correctement et d'avoir une bonne élocution. Vous devez être clair dans votre exposé. Plus vous vous entraînerez, plus vous vous sentirez à l'aise et maîtriserez votre anxiété.

Révisez en groupe
La plupart du temps, le révision se font seul chez soi. Cependant, réviser à plusieurs de manière occasionnelle est une solution idéale pour s'entraider et se motiver. Si vous n'avez pas compris un cours, l'un de vos camarades pourra vous l'expliquer et vice-versa. Vous pouvez également vous répartir la rédaction de fiches de cours. Chaque personne peut ensuite exposer sa fiche afin d'éclaircir les éventuels points délicats pour les autres. Dans de bonnes conditions, la révision en groupe est très utile et vous permet de prendre confiance.

Etudiez au calme

Etudier face à la télévision, à côté d'enfants ou de toute autre source de bruit risque de nuire fortement à la qualité de vos révisions. Vous aurez certainement du mal à vous concentrer ce qui vous provoquera un stress supplémentaire. Pour intégrer efficacement le programme de l'année, vous devez être au calme. Enfermez-vous dans votre chambre pour étudier tranquillement. Vous pouvez également vous rendre au CDI ou bien à la bibliothèque municipale.

Soignez votre alimentation
Vous passez de longues heures à étudier et vous devez vous nourrir correctement pour tenir le coup. Pas question de vous alimenter de sandwichs et de sucreries. Un petit-déjeuner complet et des repas équilibrés vous permettront d'avoir un apport nutritionnel suffisant pour aborder les révisions et les épreuves en pleine forme. Privilégiez les fruits, riches en vitamines mais également les féculents ainsi que le poisson.

Dormez suffisamment
En période de révisions, les étudiants ont souvent tendance à dormir peu. Or, il est primordial d'avoir un sommeil de qualité pour récupérer des forces et étudier efficacement jour après jour. Vous devez prendre l'habitude de vous coucher tôt et si le besoin s'en fait sentir, n'hésitez pas à vous accorder une sieste d'une vingtaine de minutes. Vous serez attentif toute la journée et dans de bonnes conditions pour étudier.

Relaxez-vous

Les révisions sont essentielles pour avoir de bons résultats aux examens mais la détente est également un facteur important. Faites du sport régulièrement dans la semaine afin de décompresser et de décharger le stress de la journée. Gardez du temps pour vos loisirs, vos amis et votre famille. Faites des pauses régulièrement tout au long de la journée afin de vous recentrer.

Croyez en vous

Si vous croyez en vos possibilités, vous serez beaucoup plus serein lors des épreuves. Etre sûr de vos capacités 

et de vos connaissances est essentiel pour affronter les examens à venir.


اللغة عند الطفل



افترض أنك أريت طفلاً عصوين من طولين مختلفين، وأن العصا الأولى كانت أكبر من الثانية، وأنك سألته أي العصوين أطول من الأخرى. ثم افرض أنك أريت الطفل عصايين الأولى من الزوج السابق والأخرى جديدة، وسألته أيهما أطول. أخيراً هب أنك سألت الطفل دون أن تسمح له بمقارنة العصي مباشرة، أي العصيين أطول من الأخرى، الأولى أم الثالثة. تكون العصا الأولى أكبر من الثانية والثانية أكبر من الثالثة، فإن خلص الطفل إلى التأكيد بأن الأولى أكبر من الثالثة يقال إنه أجرى استدلالاً تحويلياً. ادعى بياجي أن صغار الأطفال دون الخامسة أو السادسة لا يقيمون استدلالات تحويلية. ودعم باحثون آخرون، ومن مشارب معارضة لمشرب بياجي، رأي الأخير. إلا أنه وفي السنوات العشر الماضية أكد باحثون آخرون أن أبناء الثالثة أو الرابعة يستطيعون أيضاً إجراء الاستدلالات التحويلية وأنهم أكثر كفاءة في الإدراكية المنطقية مما تصوره بياجي.

يأتي الدليل بصدد الأحكام التحويلية لأطفال ما قبل المدرسة من دراسات درب فيها الأطفال على مقارنة الأزواج المختلفة من العصي قبل استدلالهم. علّم الأطفال في إحدى الدراسات أن أ أكبر من ب، وب أكبر من ج، وج أكبر من د، ود أكبر من هـ، وذلك باستخدام عدد من العصي بألوان مختلفة. وكانت أطوال العصي كالآتي

آ =7سم، ب=6سم، جـ=5سم، د=4سم، هـ=3سم. وكانت الألوان بالتتالي أزرق، أحمر، أصفر، أبيض. استخدمت في الدراسة قطعة من الخشب مثقوبة بأعماق متباينة، حيث لا ترتفع أي من العصيين المثبتتين باللوحة عن 1.5 سم. وسئل الأولاد عن أي العصوين أطول من الأخرى وذلك عندما تكونان مثبتتين إلى اللوحة ثم عرض عليهم الطول الفعلي للعصيين بإزاحتهما من اللوحة. هكذا تعلم الصغار التعرف على مختلف الأطوال بوساطة اللون، كما تعلموا تلك المقارنات بسهولة. وطلب إلى الأولاد في الروز مقارنة العصا "ب" بالعصا "د" عندما كانتا في اللوحة. فأصاب أكثر من 75% من أبناء الرابعة الإجابة. أكد باحثون آخرون تلك النتائج. أيمكن لصغار الأطفال أن يسلموا أنفسهم للتدرب على إقامة الاستدلالات التحويلية؟ إنه لمن الممكن أن يكون الأطفال خلال التدريب قد أفرطوا في تعلم أحجام العصي التي ربط كل منها بلون معين، أو يمكن أن يكونوا قد أقاموا صوراً عقلية للعصي أثناء التدريب ومن ثمّ راجعوا الصور العقلية في رؤوسهم عندما سئلوا مقارنة "ب" و "د". إن كان الأمر كذلك، فمن الأرجح ألا يكون الصغار قد صنفوا الإجابة الصحيحة بوساطة التفكير التحويلي بل بوساطة التخيل العقلي. وهكذا، يبقى من غير الواضح ما إذا كان بإمكان أطفال ما قبل المدرسة التدرب على إقامة الاستدلالات التحويلية، إلا أنه لا يمكن لأغلب صغار الأطفال استخدام مثل تلك الاستدلالات بصورة تلقائية.



ثبات العدد

هدف بياجي في واحدة من تجاربه إلى دراسة مفهوم الطفل عن العدد وثباته. عرض على الطفل صف من ستة أقراص بلاستيكية وسئل أن يأخذ العدد نفسه من كومة من الأقراص بجانبه، وأن يقيم صفا مماثلاً. تميزت الاستجابة بتصاعد نمائي عادي مرتبط بالسن. لقد قلد أبناء الرابعة التموضع المكاني للعناصر المصفوفة وتجاهلوا الطول، فطال صفهم وتضمن عدداً كبيراً من الأقراص، أو قلدوا الطول وتجاهلوا التموضع المكاني أحياناً، أي أنهم فضلوا عدداً كبيراً من الأقراص. أما أبناء الخامسة والسادسة فقد قلدوا المثال آخذين بعين الاعتبار طول الخط والتموضع المكاني.

يعتقد بياجي أن الطفل يملك إحساساً حقيقياً بالعدد، فقط أن هو تغلب على الوهم الإدراكي للعدد وذلك بمعونة التفكير المنطقي. ويرى الباحث أن التفكير المنطقي ينمو لدى الطفل بفضل استيعاب الأفعال العقلية، هذه الأفعال التي تتشكل في إطار منظومة متكاملة كما هو الحال في العمليات الحسابية التي تتميز بعكسيتها. فالمجموع 6 + 6 = 12 يعكس بالتالي إلى 12 – 6 = 6 والضرب والقسمة شأن الجمع والطرح، يخضعان للعكس أيضاً. تسمح "عكسية" العمليات العقلية للطفل بالرجوع إلى نقطة البدء في تجربة الثبات فيعرف بأن تحولات بعثرة الأقراص تقبل العكس، حيث يبقى عدد الأقراص كما هو.

تحدث بعض الدراسات تفسيرات بياجي لنمو العدد. استخدم الباحث، هنا، إجراء يختلف عن نظيره لدى بياجي، فلم يمثل أي تحول للأولاد، وانقص عدد العناصر المستخدمة، كما جعله مختلفاً أحياناً. غير أن إعادة التجربة بإضافة الفئات الضابطة الملائمة، لم يوصل إلى نتائج مشابهة. ثم إن فئة ثالثة من الباحثين أكدت أن الأطفال الصغار لا يفهمون العبارات "نفس" "أكثر" بالطريقة ذاتها التي يفهمها أبناء الرابعة أو الخامسة. الواضح، إذن، أن تجارب الثبات ما زالت تعاني الكثير من المشكلات الطرائقية.

يرجع بعض الخلاف حول ما إذا كان لصغار الأطفال مفهوم واضح عن العدد إلى الفشل في الاعتراف بوجود مستويات مختلفة من المفاهيم. لأبناء الثالثة والرابعة مفهوم إجمالي للعدد حيث يحكمون على العدد أو الكم في إطار "الجمع" الإدراكي وليس في إطار التوحيد الإدراكي. يعرض أبناء الرابعة ونصف حتى الخامسة ونصف في المرحلة التالية مفهوماً أكثر وضوحا للعدد حيث يبدؤون بإدراك وجود صيغة ما للوحدة التركيبية. أما في المرحلة الثالثة التي تمتد بين الخامسة ونصف والسادسة ونصف فيستخدم الأطفال مفهوماً صحيحاً للعدد حيث يقيمون بسرعة ودون خطأ مطابقة متناظرة. يمتلك أطفال المرحلة الأخيرة مفهوماً تركيبياً توحيدياً للعدد، لأن تقديرهم للعدد يتوقف على عد العناصر الفردية. ويبدي الأطفال بصدد نمو مفهوم "الصنف" نمطاً نمائياً يماثل نمط نمو العدد. فإذا أعطي الصغار أشكالاً هندسية ملونة مثل الدائرة والمثلث والقوس والمستطيل وسئلوا تصنيفها على أساس تماثلها، فإنهم يقيمون مجموعة خطية، أي أنهم يقيمون أشياء مثل المنازل ولا يصنفون أشياءهم على أساس خواصها. وفي مرحلة ثانية مقابلة للمرحلة التبصيرية في نمو العدد، يجمعون أشياءهم في إطار الشكل، غير أنهم يتذبذبون بعض الشيء فيجمعون خمسة مثلثات ومستطيل. أما في المرحلة الأخيرة فيرتب الصغار أشياءهم بحسب الشكل واللون.

نمو اللغة


يكون نمو اللغة في مرحلة ما قبل المدرسة مذهلا، إذ ينتقل الطفل من لعثمة كلمة واحدة خلال السنة الأولى من الحياة إلى البناء اللفظي الكامل في السنة الرابعة أو الخامسة. وتتضارب الآراء حول طبيعة الانقلاب اللغوي المذكور وآليات حدوثه، غير أن الباحثين جميعاً يتفقون على أن الدراسات النمائية التي تتعلق بكيفية اكتساب الطفل للغة وكيفية استخدامها، إنما تشكل المنهج الملائم لفحص نمو اللغة. لذلك فإن أكثر الأبحاث تستخدم دراسات طولانية مع عدد من الصغار بهدف تتبع نمو اللغة. سوف نحاول هنا مراجعة بعض جوانب النمو اللغوي خلال سنوات ما قبل المدرسة، إضافة لعرض بعض النظريات التي تحاول تفسير ذلك النمو.



اكتساب اللغة

يعد طول اللفظة اللغوية أهم أبعاد النمو اللغوي الذي حظي بأكبر قسط من اهتمام الباحثين. تطول لفظة الطفل بازدياد سنه، وتعد العبارة المكونة من كلمتين مثل "ماما اشرب"، تحسناً ملحوظاً في فعالية الاتصال، إذ يستطيع ثنائيو العبارة اختيار أي تركيب من فاعل وفعل أو مفعول به. غير أن وحدة الفاعل والفعل تبقى أكثر التراكيب شيوعاً. ويزداد تباين البنى اللغوية بتقدم أبناء الثالثة والرابعة إلى التجميع المركب من أربع كلمات، فيستخدم بعضهم أنفسهم وكلاء لأداء الشيء والفعل وتتخذ جملهم صيغة "أنا أقذف الكرة"، "أنا أريد الحلوى". وتعترف فئة ثانية من الأطفال بوجود آخر يفعل أو يريد فتتخذ جملهم صيغ بابا يريد، أو ماما تغير الشراشف. تقوم، إذن، فروق واضحة متميزة في كيفية اكتساب الأطفال للغة، وخاصة في الفترة التي يطول فيها التركيب وتتعدد مفرداته وتتنوع بناه. ثم إن مفردات اللغة ذاتها تتسع موزعة بين مفردات نشطة وأخرى خاملة مختزنة. وعلى الرغم من صعوبة تقدير حجم لغة الطفل، فإن بعض الباحثين يقدرون عدد المفردات الخاملة المختزنة لأبناء الرابعة بعدة آلاف مفردة. ويقل عدد المفردات النشطة المستخدمة عن هذا العدد كثيراً. وليس لاكتساب مختلف أنواع المفردات صيغة موحدة، إذ تكتسب بعض المفردات أبكر من غيرها وتكتسب فئة ثانية بصورة أسهل من بقية المفردات. تركز الدراسات اللغوية في الوقت الحاضر اهتمامها في كيفية اكتساب نوع محدد من المفردات وخاصة منها المضادات "أكثر" و"أقل". وجد أن الصغار يفهمون كلمة أكثر دون أن يميزوها من كلمة أقل، إلا أن تلك النتائج لم تتأكد في كل الدراسات.

درس أيضاً مفهوم الزمن لدى الطفل، وبدا أن للطفل مفاهيم دقيقة حول الزمان والمكان، وينعكس فهمه لتلاحقات الزمن في لغته، فيبدأ فهم كلمة "قبل" و"بعد" خلال فترة ما قبل المدرسة، على الرغم من فهمه "لقبل" أبكر من فهمه "لبعد". إلا أن بعض الأطفال يخلطون المفهومين ويعدونهما مترادفين. والطريف أن يفهم الأطفال "أمس" أكثر من "غد". وليس لأبناء الثالثة والرابعة مصاعب في فهم الحروف المحددة وغير المحددة فهم يستخدمونها بصورة جيدة.


النظريات التي تفسر النمو اللغوي



برز عدد من النظريات المتباينة لإيضاح نمو القابليات اللغوية لدى الأطفال. تستطيع أي من تلك النظريات الإسهام بقدر ما في إيضاح النمو اللغوي وفهمه، دون أن تبلغ أي منها درجة من الشمولية حيث تستطيع إيضاح كل جوانب النمو اللغوي.

تشير إحدى النظريات إلى أن النمو اللغوي يعكس نضجاً في البنى اللغوية التي هي على درجة من الفطرية، وذلك بسبب عموميتها لدى كل أفراد الجنس البشري. مقدر للأطفال، طبقاً لهذه النظرية، أن يتكلموا لغة تحددها البيئة الاجتماعية للطفل. يستخدم الطفل، لتعلم لغته، اللغة، لا الملامح العامة للغة ومجموعة فرضيات تمكنه من تعلم الجوانب الفريدة في لغته. يولد الطفل، برأي تلك النظرية، ومعه بعض القدرات اللغوية. وقد دعمت بعض الدراسات المقارنة هذه النظرة.

يقف في الطرف الثاني أولئك الباحثون الذين يعتقدون بأن اللغة تكتسب كلياً بالتعلم، ويرجع ما يتعلمه الطفل إلى تطويع ما يسمعه من الآخرين. فالسلوك اللغوي، شأن كل أنواع السلوك، يتعلم بضرب من التعزيز. أكدت نتائج أكثر الدراسات أن مفردات الطفل تزداد بازدياد استعداد الراشد للتحدث إليه. وتؤكد النظرية الثالثة في النمو اللغوي أهمية نشاط الطفل في تعلم اللغة. يرى أصحاب هذه النظرية أن النمو اللغوي مماثل للنمو المعرفي الإدراكي. فيتعلم الطفل المفردات والبنى الصرفية للتعبير مع تعلمه الاكتشاف النشط لمحيطه. وكما سبق أن أشرنا، يعرف الطفل أن الأشياء توجد، وتختفي، وتظهر. وهي تجربة يجب أن تخضع للترميز اللغوي. فتعلم الاسم يشير إلى وجود الشيء وعبارة "كل شيء ولى" تشير إلى اختفاء الشيء وعبارة "المزيد من الحلوى" تشير إلى ظهور الشيء من جديد.

يتوفر في نمو الطفل اللغوي وقائع تدعم كل النظريات السابقة، ويبدو أن لكل منها جانباً من قول الحقيقة. أما الحقيقة كلها، فلا بد أن تقوم في شرح هذه النظريات في نظرية رابعة أوسع وأدق من كل ما قد اقترح.



مهارات الاتصال الدلالي


اللغة في جوهرها أداة اتصال، إذ يتمثل أهم جوانب النمو اللغوي في القابلية المتصاعدة لدى الطفل لاستخدامه اللغة للتعبير عن أفكاره. ولا يتم الاتصال المجدي إلا إذا أخذ المتحدث توقع السامع بعين الاعتبار. ثم إن فهم توقعات الآخر مهارة يجب إضافتها إلى مهارة اكتساب اللغة وتسمى بمهارة الاتصال الدلالي.

كان بياجي أول من اهتم بمهارات الاتصال الدلالي، إذ لاحظ في أعماله المبكرة أن الأطفال غالباً ما يتحدثون عن بعضهم، وليس إلى بعضهم، إذ تكون الكلمة لاحقاً بالفعل وليس وسيلة اتصال أو محاولة لأن تكون وسيلة اتصال. ربما قال ابن الثالثة: "أمي اشترت لي هذا الحذاء"، أو قال رفيقه: "هذا البليد لم لا يكتب جيداً؟".

دعا بياجي تلك اللغة بالقوقعية ولاحظ أنها تشكل جانباً كبيراً من لغة الصغار عندما يتحدث بعضهم إلى بعض ولكنها تضعف عندما يتحدثون إلى الراشد. عرف بياجي القوقعية بالعجز عن أخذ وجهة نظر الآخر أو توقعاته بعين الاعتبار في المخاطبة. توصل بياجي إلى نظريته بطريق ملاحظاته الطبيعية. وأكد الباحثون الذين استخدموا تجارب الاتصال الدلالي ملاحظات بياجي، وعرضت على الأطفال في إحدى التجارب أشكال هندسية وسئلوا تسميتها. فسمى الصغار الأشكال بسهولة "تفاحة"، "قط"، وكان في مقدورهم تلبية طلب الباحث إذ سماها وسألهم انتقاءها له. أيعطي هؤلاء الصغار للأشكال الهندسية أسماء ذاتية؟ لكن الأسماء ليست ذاتية بالنسبة لطفل يسمي الشيء ويتعرف عليه.

درّب الصغار على إعطاء أسماء للأشياء، ورتبوا في أزواج وأجلسوا إلى الطاولة بعضهم قبالة بعض بعد أن وضع حاجز بين وجهي الطفلين. أعطى كل طفل مجموعة من الأشكال الهندسية، وكان عليه أن يلتقط شكلا ويسأل شريكه تسميته له. لم يصف أبناء الثالثة والرابعة الشكل بل أعطوه الاسم الذاتي، ولم يفهموا أن الاسم لم يكن يعني شيئاً للطفل الآخر. أما أطفال السادسة أو السابعة فكانوا يصفون الأشكال حيث يستطيع الطفل السامع التعرف على الشيء الذي اختاره المتحدث.

وعلى الرغم من أن للأطفال بين الثالثة والخامسة مصاعب في الاتصال بالآخر عندما يمتلك وجهة نظر مغايرة، إلا أنهم يمتلكون ضرباً، ولو فجا، من مهارات الاتصال الدلالي، يبسّط ابن الرابعة لغته عندما يتحدث إلى ابن الثانية ولا يفعل ذلك عندما يتحدث إلى الراشد، ويستطيع الأطفال أحياناً إدراك فروق التوقعات بينهم وبين الآخر.