قم بزيارة هذه الصفحات

تلاميذ مشاغبون في القسم


كتب / أبو هشام

من الطبيعي جداً أن يوجد في القسم مجموعة من الطلبة المشاغبين، المشاكسين، وينبغي أن لا يستعجل الأستاذ بالحكم عليهم بأنهم لا يرغبون بالتعلم والنجاح، فجميع التلاميذ يحبون أن يتعلموا ويتقدموا وينجحوا، فالباعث على المشاغبة ربما كان لمرحلة المراهقة أو لبعض الضغوط التي يواجهها التلميذ في بيئته الاجتماعية، أو قد تكون تعبيراً لدى بعض التلاميذ عن حبهم للظهور والتميز، فعندما لا يستطيع التلميذ المحب للظهور التميز دراسياً فإنه يسعى إلى البحث عن طريقة أخرى للظهور والتميز، حتى لو كانت في نظر الأساتذة سلوكيات سلبية أو تصرفات خاطئة.

والتلميذ الذي يحتاج إلى عناية مركزة واهتمام هو الذي يتصرف بأحد النقيضين، فإما أن يكون خجولاً جداً ومنزوياً ولا يشارك زملاءه ، وإما مشاغباً جداً، يفتعل الخصومات ويقود المنازعات، ويزعج التلاميذ والمدرسين. هذان الصنفان هما اللذان ينبغي مناقشة حالتيهما بعناية مركزة.


ومن الأخطاء الشائعة في معالجة مشاكل التلاميذ المشاغبين أو غير المنضبطين هو تأخير مواجهة المشكلة بوقت مبكر وتركها تستفحل دون اتخاذ موقف حاسم لحلها، فمبدأ التأخير يسمح للقضية بالتعاظم والمشكلة بالتفاقم حتى لا يمكن بعد ذلك السيطرة عليها، لذا فعندما يلاحظ الأستاذ سوء سلوك متكرر من تلميذ ما، أو مشكلة واضحة لدى آخر، فعليه المسارعة إلى اتخاذ موقف مناسب مباشرة، فإذا فعل ذلك شعر بارتياح كبير من التوتر الذي يتزامن مع المماطلة في حل القضايا.

وهناك بعض الأساليب المقترحة للتعامل مع المشاغبين والتي أثبتت مناسبتها في كثير من الحالات، ولكنها تظل طرقاً يعتمد تطبيقها على الظروف المحيطة بالمشكلة، فما يمكن أن يكون مجدياً مع تلميذ ما، قد لا يكون مناسباً البتة مع آخر، ومن الأساليب ما يأتي:
1 - عقد جلسة خاصة: من أفضل الأساليب وأكثرها فعالية في حل مشاكل التلاميذ المتعلقة بالانضباط، أو المشاكل النفسية، أو العلاقات الاجتماعية، أو حتى ما يتعلق بتحصيله الدراسي، أسلوب عقد جلسة خاصة مع التلميذ . هذه الجلسات الشخصية الانفرادية عادة ما تولد جواً من الألفة والتفاهم يندر تحقيقه في غير هذه الطريقة، فالنصيحة بالسر لا تحرج التلميذ أمام زملائه ولا تشهر به، كما أنه سوف يتكلم بارتياح ويزود الأستاذ بمعلومات كثيرة قد تساعد على حل المشكلة تلقائياً، وهذه الطريقة تعد أحسن الطرق وأفضلها لقبول النصيحة، والاستماع والإرشاد، فقديماً قد نسب إلى الشافعي قوله


تعمدّني بنصحك في انفرادي *** وجنّبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نـوع *** من التوبيخ لا أرضى سماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي *** فلا تجزع إذا لم تُعط طاعـة




2 - التوبيخ والتعنيف: إن أسلوب التوبيخ أو التعنيف قد أثبت جدواه في إيقاف كثير من التلاميذ غير المنضبطين، خاصة إذا كان التصرف والسلوك تصرفاً ثانوياً، فالتوبيخ والتعنيف غالباً ما يكونان كافيين. في مثل هذه الحالة، فإن بعض التلاميذ يكفيهم ذلك ليردعهم عن تصرفاتهم، بينما قد يواجه الأستاذ من لا يعبأ بذلك التوبيخ ولا يلقى له بالاً، فمثل هؤلاء التلاميذ ينبغي أن لا يكثر عليهم الأستاذ التعنيف والتوبيخ أو يتلفظ عليهم بألفاظ جارحة قد لا تزيد المشكلة إلا تفاقماً وما أجمل ما نصح به أبو الفتح البستي حين قال:


ولا تعنّف إذا قومت ذا عوج ** فربما أعقب التقويم تعويجاً

كما تجدر الإشارة إلى أن هناك فرقاً بين التوبيخ والتعنيف والاستهزاء والسخرية، ففي حين أن التعنيف والتوبيخ قد يكون مطلوباً لحفظ النظام في حالات عديدة، إلا أن السخرية والاستهزاء تصرف غير مقبول من المربي حتى ولو أدى ذلك إلى حفظ النظام، فالمدرس الذي يكثر من الاستهزاء بالآخرين إنما يجني من ذلك كره الطلبة له وعدم احترامه.
أيها المربي
1 - أقم علاقة حسنة مع التلاميذ تقنعهم بأنك حريص على تقدمهم.


2 - عامل التلاميذ كبشر يمكن أن يرتكبوا أخطاء كما يمكن أن يتغير سلوكهم.

3 - حاول أن تفرق بين التصرف الفردي والتصرف أو السلوك الجماعي.

4 - حاول أن تحل المشكلات على انفراد أو مع مجموعات صغيرة.


5 - أشرك واستشر بعض زملائك المدرسين عندما يستعصي عليك السيطرة على المشكلة.

6 - تجاهل بعض الهفوات والأخطاء البسيطة التي قد تصدر من بعض الطلبة.

7 - عاقب التلميذ أمام جميع التلاميذ إذا خرق النظام أمامهم.

أيها المربي

1 - لا تصف تلميذا بصفة معينة وتفترض أنه لن يتغير أبداً.

2 - لا تسرف في العقاب.

3 - لا تغضب وتفقد توازنك مهما كان السبب.

4 - لا تتلفظ بألفاظ غير لائقة.

5 - لا تعاقب جميع أفراد الفصل بسبب سوء سلوك أحدهم.

6 - لا تلجأ إلى طرق العقاب البدني أو تستعمل الضرب.

7 - لا تجعل سلوك أحد التلاميذ يؤثر في تقويمك إنجازه الدراسي.


8 - لا تضع لنفسك نظاماً مختلفاً عن أنظمة العقاب المعمول بها في المدرسة أو المتوسطة أو الثانوية، فربما أدى ذلك إلى قلة فعاليتها وانعدام جدواها.

3 - الأسئلة المتكررة:

واحدة من الطرق التي أثبتت جدواها في معالجة تصرفات التلاميذ غير المنضبطين هي سؤالهم المتكرر بعدة أسئلة، فالتلميذ الذي يسأل عدة أسئلة متكررة بعد أن تصرف تصرفاً غير مرغوب فيه سيشعر أن عليه أن يضبط نفسه أكثر حتى يقلل من إحراج نفسه بالأسئلة التي ربما لن يكون دائماً مستعداً لها، كما أن باقي الطلبة سيعلمون أيضاً أن الانضباط سوف ينجيهم من تلك الأسئلة.

4 - إجراء اختبار بدلاً من التدريس:

عندما يتصرف أكثر تلاميذ الفصل تصرفاً يخل بالانضباط أو النظام فمن تلك الحلول الناجعة التي تساعد على الانضباط أن يطلب المدرس من التلاميذ إخراج أوراق فارغة والبدء في اختبار قصير. هذا الإجراء سيعيد الهدوء إلى الفصل بأسرع وقت ممكن، كما أنه يبقي في ذاكرة الطلبة كجزاء رادع إذا أخل التلاميذ بالنظام مرة أخرى، ولأن الاختبار كان مفاجئاً فإن علامات التلاميذ تكون منخفضة جداً، مما يمكن المدرس من التأكيد بأن هذه هي النتيجة الحتمية عندما لا يهتم التلاميذ بالانضباط والاهتمام. ويجدر أن يتذكر المدرس أن هذا الاختبار إنما هو لضبط الفصل وأن لا يجعله أحد الاختبارات المقوّمة لمستوى التلميذ إذ إن الظروف التي أعطي فيها هذا الاختبار لا يعكس قدرات التلاميذ ولا مدى تحصيلهم الدراسي.

هناك تعليق واحد:

  1. عبد الغاني براهمي الجزائر19 فبراير 2013 في 8:14 م

    شكرا الأستاذ أبو هشام على النصائح التي تقدمونها لنا نحن الأساتذة
    وأنا شخصيا بدأت التدريس السصنة الماضية وخلال سنة كاملة لم نستفد من التكوين بحجة أن مفتش المادة لم يلتحق بعمله لأنه هو كذلك من المتكونين الجدد
    والحق أنه لولا الآنترنيت وهذه الصفحة التي عثرت عليها صدفة لما استطعنا تفديم القليل لأبنائنا
    أشكرك سيدي أبو هشام مرة أخرى وأشكر أستاذنا السيد حركات الذي دفعني إلى استعمال اللغة الفرنسية

    ردحذف