قم بزيارة هذه الصفحات

معلمة رياض الأطفال بين الواقع والطموح

كتب : بركات وهاب
من أهم المشكلات التي تواجه الحياة الاقتصادية في حضارتنا الحديثة المعقدة هي مشكلة توجيه الأفراد نحو المهن التي تصلح لهم ويصلحون لها. وهذه المشكلة لا تقتصر آثارها على الحياة الاقتصادية وإنما نرى انعكاساً لآثارها على الأفراد من حيث سعادتهم ورضاهم الشخصي عن العمل الذي يقومون به وبالتالي يتأثر كم إنتاجهم ونوعيته. 
 معلمة رياض الأطفال هي مهنة في غاية في الحساسية وتحتاج إلى خصائص شخصية وتدريب وتأهيل معين ودقيق، حيث أن معلمة الروضة تشارك مع الأسرة بشكل رئيسي في بناء القاعدة النفسية والمعرفية الأساسية للإنسان ولا يستطيع أي منا إنكار أهمية الخبرات التي يمر بها الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة وأثرها على حياته المستقبلية، فهو في هذه المرحلة يكون سريع التأثر بما يحيط به، لذلك فإن لرعايته في هذه المرحلة أهمية كبيرة ومن هنا تنبع أهمية هذه المهنة. 
وللأسف على الرغم من أهميتها وحساسيتها إلا أن فهمنا لسمو رسالتها يتقلص يوماً بعد يوم، ولعل السبب في ذلك يعود إلى جهل الناس بمعظم ما يتعلق بهذه المهنة من معلومات ويطال هذا الجهل أحياناً المعلمة نفسها فهي للأسف لا تعرف الكثير عن مهنتها وفي معظم الأحيان اختارتها مجبرة أو بالصدفة ما يجعلها غير مؤهلة التأهيل الكافي للقيام بعملها على أكمل وجه.
 من هي معلمة رياض الأطفال؟ 
هي التي تقوم بتربية الطفل في مرحلة الروضة وتسعى إلى تحقيق الأهداف التربوية التي يتطلبها المنهاج مراعية الخصائص العمرية لتلك المرحلة، وهي التي تقوم بإدارة النشاط وتنظيمه في غرفة النشاط وخارجها إضافة إلى تمتعها بمجموعة من الخصائص الشخصية والاجتماعية والتربوية التي تميزها عن غيرها من معلمات المراحل العمرية الأخرى. 
أفضل مرحلة لرياض الأطفال 
هي المرحلة الخاصة بالأطفال الصغار الذين أكملوا السنة الرابعة من عمرهم وهي تسبق المرحلة الابتدائية أي تضم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (4 – 6) سنوات، وتكون على مرحلتين وهما: 
الروضة والتمهيدي: وتجري الدراسة فيها وفقاً لمنهج مقرر من وزارة التربية وينقل الطفل بعد انتهائه من هذه المرحلة إلى المدرسة الابتدائية، حيث يسجل بالصف الأول الابتدائي. 
 دور معلمة رياض الأطفال:
تقوم مربية رياض الأطفال بأدوار عديدة وتؤدي مهاماً كثيرة ومتنوعة تتطلب مهارات فنية مختلفة يصعب تحديدها وتقصيها، فهي مسؤولة عن كل ما يتعلمه الطفل إلى جانب مهمة توجيهية حول نمو كل طفل من أطفالها في مرحلة حساسة من حياتهم، وتبدأ هذه المرحلة بالتخطيط وتستمر بالتنفيذ وتنتهي بالتقويم والمراجعة كما أن للمعلمة دوراً رئيسياً في تطوير العملية التربوية لأنها على تماس دائماً مع الأطفال.

ويمكن إجمال أدوار معلمة الروضة فيما يلي: 
* دور معلمة الروضة كبديلة للأم: إن دور معلمة الروضة لا يقتصر على التدريس وتلقين المعلومات للأطفال بل إن لها أدواراً ذات وجوه وخصائص متعددة فهي بديلة للأم من حيث التعامل مع أطفال تركوا أمهاتهم ومنازلهم لأول مرة ووجدوا أنفسهم في بيئة جديدة ومحيط غير مألوف، لذا فإن مهمتها مساعدتهم على التكيف والانسجام. 
* دور المعلمة في التربية والتعليم: كما أن دورها يجب أن يكون دور المعلمة الخبيرة في فن التدريس، حيث أنها تتعامل مع أفراد يحتاجون إلى الكثير من الصبر والإلمام بطرق التدريس الحديث. * دور المعلمة كممثلة لقيم المجتمع: إضافة إلى ذلك فهي ممثلة لقيم المجتمع وعليها مهمة تنشئة الأطفال تنشئة اجتماعية مرتبطة بقيم وتقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه وتستخدم الأساليب المناسبة. 
* دور المعلمة كقناة اتصال بين المنزل والروضة: المعلمة أيضاً حلقة اتصال بين الروضة والمنزل فهي القادرة على اكتشاف خصائص الأطفال وعليها مساعدة الوالدين في حل المشكلات التي تعترض طريق أبنائهم في مسيرتهم التعليمية.
* دور المعلمة كمسؤولة عن إدارة الصف وحفظ النظام فيه: من أساسيات العمل التربوي للمعلمة توفير النظام المرتبط مع الحرية في رياض الأطفال وتعد الفوضى من أكبر المعوقات في العمل والمعلمة الناجحة هي التي تقوم بالجمع ما بين انضباط الطفل وحريته وتشجع الطفل على التعبير الحر الخلاق في روح من حب الطاعة.
* دور معلمة الروضة كمعلمة ومتعلمة في الوقت ذاته: على معلمة الروضة أن تطلع على كل ما هو جديد في مجال التربية وعلم النفس وأن تجدد ثقافتها وتطور قدراتها متبعة الأساليب التربوية الحديثة. 
* معلمة الروضة كموجهة نفسية وتربوية: تقوم معلمة الروضة بتحديد قدرات الأطفال واهتماماتهم وميولهم وتوجه طاقاتهم وبالتالي تستطيع تحديد الأنشطة والأساليب والطرائق المناسبة لتلك الخصائص والتي تميز كل طفل. كما لا بد لمعلمة الروضة من تحديد المشكلات التي يعاني منها الطفل والقيام بالتعاون مع المرشد النفسي في علاج تلك المشكلات واتخاذ التدابير الوقائية للطفل قبل ظهور مشكلات نفسية أخرى. 
 الخصائص التي يجب أن تتوفر في معلمة الروضة:
 خصائص وصفات شخصية إضافة إلى الخصائص والصفات المهنية:
1- إن الصفة الأهم والمميزة التي يجب أن تتمتع بها معلمة الروضة هي حب الأطفال وحب مهنتها.
2- القدرة على تقدير حاجات الأطفال وتمييز ميولهم وتقدير إمكاناتهم فالمعلمة التي تستطيع إدراك تلك الخصائص تتمكن من الوصول إلى الأهداف التربوية بالارتقاء بنمو الطفل وتحقيق التكامل بين جوانب النمو المختلفة. والإلمام بعلم نفس الطفل للاستفادة منه في تحديد حاجات الطفل وعلم نفس الفروق الفردية، كما يجب أن تكون لديها القدرة على تحليل سلوك الطفل والإلمام بطرق التواصل معه والإلمام بطرق مراقبة السلوك وأدوات الملاحظة المساعدة لها في التعرف على خصائص الأطفال وقدراتهم. 
3 - القدرة على توجيه النشاط الذاتي للطفل وتقدير التوقيت المناسب للحصول على التعلم لأن الإسراع في إحدى عملية التعليم وعدم توفير الفرص وللتعلم الذاتي والاكتشاف يقلل من فاعلية التعلم الذي يحدث.
4 - الاستعداد النفسي والتحلي بالصبر في التعامل مع الأطفال والبقاء معهم لمدة طويلة تلاعبهم وتعلمهم وتتفاعل وتستمع إلى أفكارهم.
5 - الثقة بالنفس وتقدير الذات وحمل مشاعر ايجابية تجاه مهنتها وقدراتها وإدراكها لأهمية الدور الذي تقوم به حيث بين التربويين أن المشاعر التي تحملها معلمة الروضة تؤثر على العملية التربوية بالتالي تؤثر على الأطفال. 
6-  أن تكون لديها القدرة على إقامة علاقات اجتماعية إيجابية مع الأطفال والكبار (زميلات فى العمل / أولياء أمور / المسؤولين).
7 - أن تتمتع بالاتزان الانفعالي.
8 - أن تكون سليمة الجسم والحواس، وأن تكون خالية من العيوب الجسمية التى يمكن أن تحول دون تحركها بشكل طبيعي، وبحيوية مع الطفل.
9 - أن تكون على خلق يؤهلها لأن تكون مثلاً يقتدى به، وقدوة بالنسبة للأطفال في كل تصرفاتها.
10 - أن تكون لغتها سليمة ونطقها صحيحاً.
11 - أن تتمتع بالذكاء، ما يسمح لها بالإفادة من كل فرص التعليم، والتطوير المهني، بما يعود بالفائدة عليها وعلى الأطفال.
12 - أن تتمتع بالمرونة الفكرية، التي تساعد على الابتكار، وأخذ المبادرة في المواقف التي تواجهها.
13 - الجرأة والاستكشاف.
14 - الجرأة في المحاولة، والتجربة.
15 - القدرة على التأثير على الغير.
16 - يفضل أن تكون امرأة بدلاً من الرجل لأن غريزة الأمومة أقرب إلى مشاعر الطفل وحياته.
 المشكلات التي تواجهها معلمة الروضة:
 مشكلات تتعلق بها شخصياً: شعورها بتدني مكانتها الاجتماعية ونظرتها بذلك متأثرة بنظرة المجتمع لمهنة التعليم التي باتت تحتل موقعاً متدنياً في السلم المهني. عدم تناسب ما تتقاضاه من راتب مع ما تبذله من مجهود وضعف الحوافز والمكافآت.
 مشكلات تعيق أدائها المهني. كثرة عدد الأطفال بالصفوف. عدم القدرة على السيطرة عليهم بسبب عدم تأهيلها بشكل ملائم. المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق