قم بزيارة هذه الصفحات

الطفل والكتاب



بركات وهاب
إن الشهية للقراءة تتفتح على ما تتغذى به" سمرست موم

علاقة الطفل بالكتاب والقصة علاقة حميمة، ولكن استمرارية هذه العلاقة تتوقف على ما يقدمه الكتاب للطفل من محتوى إضافةً الى كيفية تقديمه وقراءته. هذه العلاقة تساعد الطفل على تعلم اللغة بشكل سل
يم وتحببه بالقراءة وتفتح أمامه آفاقاً واسعةً من المعرفة والاكتشاف وتشبع فضوله.

إنّ عمليّة تصفُّح الكتاب مع الطِّفل وقراءته له بصوتٍ واضحٍ معبِّرٍ يجذب انتباهه ويشدُّه إلى الكتاب، فيَطلبُ قراءته مرّات ومرّات، وفي كلّ مرّة يجد شيئاً يُفرِحُه. هذه العمليّة تضع عند الطفل الأساس لمهارة الاستماع، كما وتُنمّي عنده تذوّق الفنّ والجمال من خلال نغم الكلام وشكل الكلمات والصُّوَر المعبِّرة.


في خلال قراءة القصص لطفلٍ، بدءاً بالأمّ والمعلِّمة ومن ثمّ الطِّفل بنفسه، تنمو لديه تدريجيّاً مهارات القراءة الأساسيّة استيعاباً وطلاقةً وسرعة، فيُغني حصيلته اللّغويّة بتعلُّم مفردات جديدة، ويُدرِك الفكرة الأساسيّة من النّصّ ويُميِّز بينها وبين الأحداث الثانويّة، ويُحلِّل الشخصيّات، ويُقارِن بينها، كما يُحلِّل الحوادث ويُبدي رأيه، ويربط بين المعلومات الجديدة وخبراته السابقة. يتعلّم الطِّفل من القصص العِبَر والقِيَم والصّحَّ والخطأ، خصوصاً عندما ينال الصالحُ المكافأةَ والطالحُ العقابَ، كما تُسمّى تلك بلغة أدب الأطفال (العدالة الشعريّة)، ممّا يُساعِد الطفل على أن يُحدِث تغييرات وتكيُّفات بحياته على ضوء ما يُقرَأ له أو ما يَقرأ هو لاحقاً. إنّ عمليّة القراءة هذه تُضفي على الأطفال طابعاً مميَّزاً لأنّها تُؤثِّر في شخصيّتهم وتُزوِّدهم بالخبرات والمهارات، وتفتح أذهانهم، وتوسِّع خيالهم، وتُؤثِّر في سلوكهم واتِّجاهاتهم، وتُنمّي عندهم حبّ التعلُّم. خبرات الطفل السعيدة مع الكتاب تشدّه إلى الكتاب والقراءة، فتُولِّد علاقة حميمة بين الطفل والكتاب تبقى معه إلى المستقبل.
أعزاءنا المربين،

منذ تفتيحة عينيه يبدأ طفلنا باحثا عن معنى فيما يحيط به من أشكال وألوان وأشخاص وخبرات، يبدأ متحسسا، مكتشفا، محللا، مستنتجا، رابطا الخبرات ببعضها مهتما، يبدأ قارئا.

مجاراة للطبيعة وتلبية لحاجات أطفالنا مرحلة مرحلة، نسعى في سلسلتنا أن تكون المطالعة باللغة العربية الأم وجبة غذائية لذيذة ومفيدة وسهلة المتناول، أسلوبا وشكلا يلتهمها الطفل التهاما لأنه بحاجة اليها ولأنها لذيذة الطعم في آن واحد.


لنقرأ لأطفالنا منذ الاشهر الأولى.

لنقلب صفحات الكتاب متمتعين معهم بوقع الكلمات والجمل، بالرسوم، بالايقاع، بالنغم.

لنقرأ في وقت معين من اليوم مثلا عند المساء وقبل النوم في البيت، في المرحلة الصباحية في المدرسة.

لنقرأ في أي وقت آخر وفي أي مكان، في السيارة، في عيادة الطبيب... في آخر اليوم المدرسي او عند الاستراحة.

لنقرأ باهتمام صادق وبلهجة تمثيلية تبهج أطفالنا، وتطلق لخيالهم العنان فلا تلبث أن تنتقل عدوى الاهتمام هذه اليه فيقرأ معنا الصور والأفكار ثم الكلمات والجمل.



لنراع تفضيل أطفالنا لبعض القصص ومطالبتهم بسماعها أو قراءتها مرات بعد مرات. ان التكرار ظاهرة طبيعية هامة في نموهم اللغوي لنشجعهم أن يقرأوها للاخوة، للجد والجدة، لغيرهم من رفاق الصف.

لنعود الطفل مهارة اكتشاف الكلمة الجديدة لنفسه باستنتاجها من المعنى أو الصورة من ناحية وبتصويتها صوتا صوتا من ناحية أخرى، يساعدنا في المرحلة الأولى تمرير الاصبع تحت الكلمات أثناء القراءة.

لنشجع تعليقات الأطفال وأسئلتهم قبل وأثناء وبعد القراءة حول غلاف القصة، الرسوم، الكلمات.

لتكن لغة الثناء، وتشجيع الأطفال على التصحيح الذاتي، لغتنا.

لنخصص في غرف أطفالنا وفي صفوفهم رفوفا نملأها كتب مطالعة يتصفحونها كلما سنحت الفرصة ويأخذونها معهم الى المدرسة أو الى البيت.

أخيرا لنعط قدرات أطفالنا اللغوية الأخرى حقها باللغة الأم، نهتم منذ البداية بحاجتهم الى التعبير الشفوي، نصغي اليهم يعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم، نسمعهم ونكرر معهم الأغنيات والعديات والأشعار، كما نهتم بحاجتهم للتعبير الكتابي مبتدئين بالتعبير باليدين ثم الخربشة بالأقلام والرسم الحر والكتابة الحرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق